ألق بين الجفون
بقلم الشاعر / عبدالحق الشرعى
""""""""""""""""
إذا ما بدلت أحزاني بأفراح الناس
واطلقت لساني .. لا ينثني ..
هاجرتُ خلف البحار وسافرت .. أحمل أنس الديار
أحمل ذكرى الحبيب ، أحمل دمعة الجارة
وأنين الجار ، تحولت الجداول
العيون جفت ..اختفى المزمار
اختفت الأوتار .. وخلف رموشها
عدت كسير القلب أحمل ذكرياتي بين جناحي
رجعتُ من سفري أكتب مراسمَ أحزاني
أكتب قريضا لصبح تخلف عن موعده
وعن أنين رضيع تاه بين دموع أمه
حطتني قدمي قرب نهرها الذي ملَّ السفر
كما ملّ النحل العسل .. تبخر النهر
تبخر القطر .. تبخر البحر !!
تبخرت أغنيات عشق ودموع أمسيات
انظمت الجداول تبحث عن مستقر
غادرت أغصاني الخريفية أبحث عن مأوى
في جدار المدينة العتيقة
عن ألق بين الجفون الشاردة خلف الأسوار
رجعت مع أيام الحصاد ، مع أيام الصبا
مع النهر الذي تجمد أبحث عن سيدة الأسماءِ
رأيت في زرقة السماءِ تاريخ الإنسان الذي تبدد
قالت لي من شدّة الوهم
من كثرة الجرم الذي تجهّم :
ارحل يا ابني ترجل خلف الظنون
بين صلوات ناسك وليالي مجون
وإذا ما صرت ملاكا .. تذكر .. !
أن الطفل يخلق من أنين
والنهر يجري خلف مشيئة البحر .. تذكر ..!
أن الحياة همسات ندى مع رفيقة الدرب الطويل
ومع بسمات الليل النحيل لا تطلب صبحا تأخر
لاتحزن .. عن صبا الملعب الطفولي
وعن شباب رجولي وعن النهر الذي تجمّد
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""
بقلم عبدالحق الشرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق