قد أعدموك
( منقوله)للشاعرالعراقى / أحمد العريفى
-----------------
قد أعدموكَ وهلّلوا
واستغفَروا الرحمنَ عن جُرمٍ فعلتَ
بلِ اقترفتَ فقلتَ إنّا أُمَّةٌ لا تستحي
شنقوكَ حتّى يُسْكِتوك
شنقوا القصائدَ بعدَ موتكَ والحُروفَ وكبّروا
لكنهم. لا يعرفونَ بأنّهم صنعوا نبيّاً في العراق
يا لعنةَ الكلماتِ حينَ تصيرُ سيفاً
قد تمرّدَ ثمَّ ثارَ بغمدهِ
لتطلَّ تكشفُ قُبحَ هاتيكَ الوجوهِ
ورجسَ من خلقوا النفاق
أيُراقُ لمّا قد تغنّى بالحقيقةِ دمُّ شاعر !؟
أو حينَ غنّى للحقيقةِ كي تفيقَ بنا الضمائر !؟
يا طائراً كسروا جناحَيهِ ليغدو غيرَ قادر
هِـيَ أُمَّةٌ لا تستحي
أُمَراؤُها باتوا عبيداً للشذوذِ وللرذيلة
ودُعاتُها وشيوخها صاروا زناةً في القبيلة
ألحَدوا باللهِ بالإنسانِ
بالكَلِمِ الجميلِ وبالفضيلة
رفعوكَ حتّى يشنقوك
لكنهم لا يعرفونَ بأنّهم قد مَلّكوك
وبأنّها تلكَ القصيدةَ توَّجَتْكَ ونَصَّبَتْكَ
وحَقّرَتْ هذي العمائمَ واللحى
يا شاعراً أضحى نبِيّاً في العراق
هِـيَ أُمَّةٌ يا شاعِري لا تستحي
هِـيَ أُمَّةٌ حطبٌ وخُشْبٌ لا يُعالجها سوى
زيتٍ أُعِدَّ للاحتراق
لروح الشاعر العراقي أحمد العريفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق