ه يا وطن
بقلم الشاعرة / سعاد الزامك

أتيتك يا بلادي صبية
تغزل الأشعارَ بالآمالْ
تُحلق في سمائك عالياً
تخترق بحبك أفلاكَ الخيالْ
أتيتك فلا ترديني خائبةً
صححي بعزمِك مسارَ أجيالْ
أتيتك يا بلادي فعلميني
من طِباعِك أحلى الخِصالْ
فأنا طفلةٌ عربيةٌ شريدةٌ
تنشد و ترغب في الكمالْ
أطلب المزيدَ من حريةٍ
علميني و فهميني ألّا مُحالْ
ضُميني يا بلادي إليكِ
فقد سئمت الغربةَ و التِرحالْ
سئمت فِراقَ الأحبةِ و السهرِ
بلا خِلٍ بلا وطنٍ بلا موالْ
سئمت مسخاً في الغربةِ
بلا روحٍ قَهَرَ الرِجالْ
ضُميني من الشرقِ إلى الغربِ
و انثريني من الجنوبِ إلى الشمالْ
فأنتَ .. أنتَ يا وطني
غَني عن التعريفِ لا جِدالْ
قالوا ربيعاً يُضمد جُرحَك يا وطن
و ما كانَ إلا غدراً و نِزالْ
سجنوا ربيعاً عربياً خلفَ
خريفِ السجونِ و الأكبالْ
و الجُرم جُرم شهيدٍ أُغتيلَ
و في الميدانِ سَحلٌ و إقتتالْ
لا تخش انتكاسَ عَلَمكَ يا وطن
و لا إختباء لمجدِكَ هِلالْ
فإبنُك لنْ يَترُكَ وطناً أغتيلَ
و أقصانا عائدٌ لا مَحالْ
و لنْ نَتركَ أبداً مُستعمِراً
غَدرَ بشعبٍ و قَتَّلَ أطفالْ
أُعاهدكَ أفديكَ يا وطني
بدمي مهما الزمان طالْ
لا تبتأس يا وطن من طعناتٍ
و لا تفقد للنصرِ أمالْ
سَيحلُ يومٌ يا قدسُ
و سيطرحُ الشجرُ لا محالْ
و يَطيبُ لمُفارقٍ عَودةً
تَمسحُ دمعةَ التِرحالْ
و لنْ يضيعَ من أيدينا
وطنٌ علينا هو غالْ
ناديناكَ هَلُمَ يا أقصى
فالحزنُ غَمرنا بأهوالْ
و الدمعُ أصبحَ وادينا
و تَرقرقَ بِحاراً كجِبالْ
فدعونا ... رب نجينا
رُد لنا القدسَ المغتالْ
سعاد الزامك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق