بَــشـــرا تَــرانـــي أم أراكَ مـــلاكـــا
بقلم الشاعر الكبير/ صبحى ياسين
----------------
هــــذا يُــوَسِّــدُ لـلــمــرادِ وذاكـــــا
**
ظـنــي بـأنــي فـــي مـــداركَ تــابــعٌ
أيــفــرّ نــجــم ٌ أمـسـكـتـه يــداكـــا؟
**
نـادمـتُ نـهــرا فـــي الـدهــور مـخـلـداً
ونـصـبـتُ جــســرا يشـتـهـيـه مَــداكــا
**
لا تسـألـونـي عــــن سـمـيــري إنــــه
جــــرح ٌ تــــرى أعـمـاقــه عـيـنـاكـا
**
يـــا نـيــلُ هـــذا الـجــرحُ أنـــت دواؤه
لــكــنْ تـغـيــرَ عُــنــوَة ً مَـجْــراكــا
**
وأبٌ لِـهَـوِْلِــكَ قــــد تــهَــدّمَ أنــفـــه
مــــن ذا يُــرمّــمُ عِــــزة ً إلاكـــــا
**
أفـديــكَ جـيــلا لـــو مَـلـكـتُ زمـامَــه
لأبُــــوْسَ خــــدكَ مَــــرّة أو فــاكـــا
**
يـــا طـيّــبَ الـوجـنـاتِ فـيــك مـــرارة
مــن ذا يـدانــي فـــي الـسـمـو سـمـاكـا
**
أرنـــو إلـــى سـيـنـاءَ أســـأل رمـلـهـا
عـــن سِـــرْب عـــزٍ ضيّـعَـتـه يـداكــا
**
(جالـوت)كـانـت حـيــن كــنــت َمـحـلـقـا
فصـنـعـتَ جــيــلا يـهـتــدي بـسـنـاكـا
**
ورصـفــتَ دربــــا لـلـسـمـاء مـمـهــدا
يـغـشـاه –عـمــروٌ- قـاصــدا مـسـراكــا
**
(حـطـيـن)مـنـك صـهـيـلـهـا وهـديـلـهــا
سبـحـان مــن صـــوب الـعــلا أجـراكــا
**
يـالــيــل (بـابــل)هــل (نبـوخـذ)مـبـحـر
صـــوب الـجـنــوب تـحـثــه يـمـنـاكـا
**
فــي الـقـدس جــرح مــا تــزال عـيـونـه
تــرنــو إلــيــك وتـشـتـهـي لـقـيـاكــا
*
أنـــا لا ألـومــكَ يـــا فـــرات وإنــمــا
لـومـي عـلــى مـــن أنـصـتـوا لـسـواكـا
**
طــارت إلـــى فـلــك الـسـمـاء حـمـامـةٌ
ســــوداءُ تــــزرع سـهـلـَنـا أشــواكــا
**
أفـديــكَ عـمــري يـــا فـــرات وإنـمــا
مـَـن ذا يـبـايَـعُ فـــي الـهـمـوم سـواكــا
**
يـــا سـيــدي قـــد سـافــرتْ آهـاتـنــا
مـــن شـاطـئـيـك فـأطـلـقـتْ أســراكــا
**
-تـوراتـهـم - نـامــت عــلــى أعـنـاقـنـا
فـأتــاك يـبـكـي مـــن ضُـحــىً أبـكـاكـا
**
يــا قــدسُ حسـبـي أنـنــي فـــي أمـــة
تـرعــى الـغـريـبَ وتـــزدري مــولاكــا
**
(بـــردى ) قـبــورُ الفـاتـحـيـن حـزيـنــة ٌ
وكــــأن مـنـهــا هـاتــفــا نــاداكـــا
**
إنْ جـــفَّ مـــاءٌ كـنــتَ أنـــت تـقــوده
فــــلأن نــــارا سَــعّــرتْ أحـشــاكــا
**
للـسـيـف فـــي يـمـنـاك طـبــعٌ خــالــدٌ
هــــلا ســألــتَ عــروبــة تـنـسـاكــا
**
هــي كـلـمـا كـسَــر الـزمــان ُجنـاحَـهـا
أبـــدا وحـيــدا فـــي الـنـضـال أراكـــا
**
بـــردى قـريــب أنـــت مـــن خفقـاتـنـا
فـارفــعْ يمـيـنـَك واحـتـســب ْ يُـسـراكــا
**
تـأتـيـك مـــن فـلــك الـغـيـوم سـحـابـةٌ
ثــــديٌ ســخــيٌ فـاعـتـصـرْ رَيّــاكــا
**
يـــا نـيــل وحـــدك تـحـتـوي تريـاقـهـا
فـاصــدعْ وصـــادرْ حـولـهــا أســلاكــا
**
لــو كــان مــاؤك فــي الـفـرات مَـسـيـرُه
لتهـيـبَـتْ مَــــس ّ الــتــراب ِ عِــداكــا
**
لــو كــان نفـطـكَ فـيـه عـقــلٌ مـبـصـرٌ
لتـوثـقـتْ فــــي الشـاطـئـيـن عُــراكــا
**
قــالــوا الــثــريُّ مُــرَفــهٌ ومُـنــعّــمٌ
قـلــتُ البـهـائـمُ فـــي الـفــلاة كــذاكــا
**
غُـلّـوه حـتــى لا يـــرى غـيــرَ الـثــرى
ودَعـُــوه تـحــت ضـروعـِهــا مُـسـتـاكـا
**
هــذا الـــذي ذبـــحَ الـحـضـارة َ عـنـدمـا
جـاءتــه تـسـعـى فـاشـتـهـى الـمـسـواكـا
**
قـالـوا الأمـيــرُ مـــع البـعـيـر مـسـافـرٌ
قـلــت ُالـحـضـارة أنـصـفــتْ مــولاكــا
**
لا خـيــرَ فـيـمـن خـيــرُه مِـــن غـيــره
حــتــى يُـغـبِّــرَ سـاعـدَيــه ثــراكـــا
**
يـــا نـيــلُ أنـــت حـديـدُهـا وحـريـرُهـا
فـخــذِ الـزمــامَ فـقــد بـكــى أقـصـاكـا
**
يـــا نـيــلُ أنـــت نعيـمُـهـا وجحيـمُـهـا
سبـحـان مَــن سـيــف َ الـهــدى أعـطـاكـا
**
يـانـيــلُ أنــــت جمـيـعُـهـا وشتـيـتـُهـا
فاقـرأعـلـيـهـا واسـتــعـِـدْ مَــجــراكــا
**
هــــذي الـصـبـيـة ُ تشـتـهـيـكَ أبــــوَّةً
مَــــن ذا يُـقـبِّــلُ رأسَــهــا إلاكـــــا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق