الثلاثاء، 25 أبريل 2017

قصة مناخوليا العشق بقلم / حنان الهوارى

مناخوليا العشق
قصة قصيرة :
تترنح كسكران قد أفرط فى الشراب...... 
تجر جسدها النحيل، كجبل تحمله على كتف روحها، تتشبث بالأرض كى لا تسقط ودموع ترسم طريقاً على وجنتيها اللتين يقطران شحوبا"، تنزف معها روحها قطرة قطرة......
-كان يعرف أن فراقه عنها سيقتلها فلم تكن تتصور أنه يمكن أن يفارقها الى الأبد بعد أن تلاقت روحاهما تتذكر كيف فصل روحه عن روحها عندما غادرها بمشرط حاد.....
لم تدر الا بنزيف روحها، تمنت أن تموت، ولكن هذا لم يحدث كانت روحها تتلوى وتصرخ داخلها حتى تشقق وعاء الجسد وانسلت من خلاله تجرى فى طرقات الحياة بحثاً عنه يقتلها الحنين ويعصف بها الشوق، تناديه كالمهووسة '' تعالى الى أنا زهرتك العاشقة، أنت شمسى، بك أتفتح وبك أزهر وأخرج عطرى أنت الماء، الذى يروي عطشى، أنا لك، فهلا رويتنى يا كل كلى.......'' 
ثم تعود أدراجها الى الجسد البالى الذى أنهكه الحزن صار قبراً متحركاً يترنح أحياناً ويسقط طريح المرض أحياناً ولولا عودة الروح اليه لإنتهى وصارت الروح شريدة بلا مأوى.
وما أن يشعر الجسد بعودتها ويطمئن حتي يعاودها الحنين ويناديها نداء الشوق..... فتخرج من فتحات الجسد التى اتسعت ولم تعد له طاقة علي منعها.....
- تهيم فى صحراء الحياة القاحلة بدونه، علها تقابل طيفه أو تلتقى بروحه لتكمل روحها المشطورة منذ أن قرر أن يسافرويتركها. 
__________________
-بعد أن يأس من أن يجتمع بها نظراً لظروفه وأراد لها أن تعيش حياتها لم يدر أنه قد أنهى حياتها وأن روحها ستجن وتعيث فى الأرض بحثاً عنه. لم يعلمها مكانه كى لا تلحق به، فقد كان يعلم أنها وجدت فيه كلها وأنها جزء منه قد وجد فيه الإحتواء والوطن ولكنه اراد أن يكون واقعيا فأوقعها فى الجنون.
-انصرف عنها وهو لا يعلم أن أثره باق فيها وأن جرحها لن يندمل الا اذا عادت روحه اليها تلملم بعثرتها.
-كان قلبها ينبض فتسمع كل دقة ناطقة باسمه. وكانت تردد معه كممسوس يتمتم صوتا يخرج من أعماقه أوكأنها تلقى الى الريح برسائل علها تصل اليها أو تعويذة ، تعيده اليها
-بقت على هذا الحال لم يعد اليها ولم تعد هى لنفسها، مرض كل ما فيها حتى عقلها، لا تفيق الا عندما يزورها طيفه، فتهرع اليه تناديه، ثم يعيدونها تسكن قليلاً ثم تعود الى هوسها. 
___________________
لم تطب الحياة له فى بعدها وكان لا يهنأ له بال ولا يشعر بالراحة ليلاً أو نهاراًوكأن رسائل روحها وصرخاتها كانت تصل اليه فلم يستطع أن يتحمل ، عاد اليها وعندما رآها عرف أنه قتلها عندما غادرها، ظل يبكى بين يديها، فأحيتها دموعه ، استفاقت نظر فى عينيها تهلل فرحا عندما سمعها تردد اسمه.
هزها قائلاً: "هأنذا يا حبيبة قلبي قد عدت اليك ولن أتركك أبداً"
لم ترد، تنظر اليه ولا تراه. تنادى عليه ولا تعرفه. أغرقها دموعاًواعتذاراً ولكن قد فات الأوان فقد ذهب عقلها 
-وفجأة مدت ذراعيها وكأنها تستقبل غالياً وابتسمت وأطبقت ذراعيها الي صدرها وضمت روحها بشدة وهى تبتسم رغم الدموع ثم أغلقت عينيها للأبد فقد سكنت الروح أخيرا
تمت 
حنان الهوارى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق