حكاية المكان والزّمانِ
خرجتِ الكرةُ عن مسارها
حينَ رمقت عفوَ البارئ
واستفاضَ الأملُ ينثرُ أملَ الحائر!
فارقُبْ ولوجَ عهدٍ مضى
يزفّ بأيقونتِهِ حلمًا قد ثوى
في مظلّةِ دربِ الوفا..
فيا من تَعَمّدَ بطهرِ الأنا
والمبيتِ على الطّوى
لا تدّعِ الحكمةَ العليا
فأنت أحوَجُ الى قهرِ الجمر
حتّى لا يلذعَكَ شرُّ العالَم !
فوَجَعي يرحلُ بعيدًا في مدى العُمر
حتى يُفجّرَ رحمَ قلبٍ يفيضُ
ينبوعَ صبرٍ ورضا ..
فعندما تعبرُ المكانَ الى الحدود
تحتويكَ زهرةٌ تخطُّ معالمَ عهدٍ أثيل
قدْ توّجَ بالنور جدارَه
وسمّرَ بالرّيحانِ أمجادَه
وعَمّدَ بالصّبرِ ناسَه..
وأنتَ هنا تلفّ في نورِ حلم
قد راهنَ على قتلِ العتمةِ الطّائشة
جمعتِ الحاضرَ والأمسِ
واستمرأَ غضبَ ونَصَبَ ممّن راحوا
يبنونَ وطنًا في سحابةِ صيف ..
تحكي لك فكاهةَ حلمٍ مضى ..
وأنت اليومَ فيكَ خاصرةُ ظَبْيٍ
تلهثُ وراءَ ثقبٍ نابض
وتحملُ صهيلَ مَن يبحثُ
عن أثرٍ أو رَبَد
قد انطوى في جغرافية ذاكرةِ الوفا
وتعمّرُ أثيرَ الصّدى
عندما تصمدُهُ في ركنِ المَدى !
عابرًا كلّ الأمكنة...
وهنا يسعفني نداءُ الأنا
ويرحلُ بي مسافرًا في شرايينَ غمرَتْها
مواجدُ أرحامٍ قد استَعصتْ
على نيرِ الرّدى...!
بقلمي: أ. محمود ريان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق