الجمعة، 3 فبراير 2017

♠ القِصَّةُ القَصِيرَةَ ♠ ♠ ♠ أَبُلُّهْ عَصَمْتْ ♠ ♠ بقلم الشاعر والكاتب ♠ ♠ أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى

    القِصَّةُ القَصِيرَةَ    
   أَبُلُّهْ عَصَمْتْ   
  رُنَّ التِّلِيفُونُ الخاص به فِي مَكْتَبِهِ بِالجَامِعَةِ ، وَأُخْبِرَ أَنْ أَبُلَّهُ عَصَمْتٍ قَدْ مَاتَتْ وَهُمْ ينتظرونه فِي المُسْتَشْفَى أَلَانَ طَلَبُ السِّكْرِتِيرَةِ وَأُخْبِرُهَا أَنْ تُؤَجِّلَ كُلَّ مَوَاعِيدِهِ لِمُدَّةٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، وَهَمْ بِالخُرُوجِ سَأَلَتْهُ السِّكْرِتِيرَةُ وَآلَتِي هِيَ أَيْضًا تَلْمِيذَةٌ لَهُ مَاذَا حَدَثٌ أَخْبَرَهَا أَنْ أَبُلَّهُ عَصَمْتٍ قَدْ مَاتَتْ ، هِيَ لَا تَعْرِفُ مَنْ هِيَ أَبُلُّهُ عَصَمْتٍ ، إِلَّا أَنَّهَا قَالَتْ اللهَ يَرْحَمُهَا ، وَعِنْدَمَا خَرَجَ قَامَتْ السِّكْرِتِيرَةُ بِإِخْبَارِ إِدَارَةِ الجَامِعَةِ ، أَنَّ الدُّكْتُورَ صَفْوَتَ عنده حَالَةَ وَفَاةٍ ، فَقَدْ تَوَفَّتْ مِنْ عِنْدَهِ أَبُلُّهُ عَصَمْتٍ وَلَمَّا سُلَتْ عَنْ العَلَاقَةِ العَائِلِيَّةِ بِينهِا ، قَالَتْ لَا أَعْرِفُ وَلِأَوَّلِ مَرَّةٍ يَنْزِلُ فِي الجَرِيدَةِ اليَوْمِيَّةِ عَزَاءٌ بِهَذِهِ الصِّيغَةِ ، تنعي الجَامِعَةُ الأُسْتَاذُ الدُّكْتُورُ صَفْوَتُ فِي وَفَاةٍ أبلة عَصَمْتٍ ، وَتَسْأَلُ اللهَ لَهَا المغفرة وَلِأَهْلِهَا الصَّبْرُ والسلوان ، وَكَانَ الدُّكْتُورُ صَفْوَتُ قَدْ وَصَلَ إِلَيَّ مُسْتَشْفَى جَمَالَ عَبْدٍ النَّاصِرُ فِي الأسكندرية ، حَيْثُ كَانَتْ أبلة عِصْمَتُ قَدْ غُسَلَتْ وَاِنْتَظَرُوا حُضُورَ الدُّكْتُورِ صَفْوَتَ ، فَقَدْ سَبَقَهُ بَعْضُ زُمَلَاءِ الطُّفُولَةِ وَمِنْهِم المُسْتَشَارُ أَحْمَدُ وَالفَرِيقُ بِالقُوَّاتِ المُسَلَّحَةِ خَالِدُ وَاللِّوَاءَ شُرْطَةُ كْرِيمِ ، وتم عَمِلَ الإِجْرَاءَاتِ وَدَفَنْتُ أَبُلُّهُ عَصَمْتٍ ، وَاِتَّفَقُوا أَنْ يَكُونَ العَزَاءُ فِي مَسْجِدِ القائد إِبْرَاهِيمَ فِي منطقة الرَّمْلِ ، وَأُخِذُوا العَزَاءُ وَبَيْنَمَا الدُّكْتُورُ صَفْوَتُ فِي سَيَّارَتِهِ وَهُوَ عَائِدٌ آلِيٌّ القَاهِرَةُ ، تذكر عندما كان فِي الرَّوْضَةِ وَيَحْمِلُ شَنْطَةً صَغِيرَةً بِهَا كُرَّاسَتَانِ أَحَدُهُمَا لِلُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وَالأُخْرَى لِلحِسَابِ ، وَتَمَسُّكِ يَدِهِ أَبُلُّهُ عَصَمَتْ وَبَعْدَ اِنْتِهَاءٍ اليَوْمَ الدِّرَاسِيَّ كَانَتْ تَرْجِعُ مَعَهُ إِلَى البَيْتِ ، وَلَا يَصْعَدُ إِلَيَّ الدُّورَ الرَّابِعُ حَيْثُ شَقَّتْهُ بَلْ تَأْخُذُهُ إِلَيَّ شِقَّتُهَا فِي الدُّورِ الثَّانِي ، هَكَذَا هِيَ تَعَوَّدَتْ وبالإتفاق مَعَ والدته ، فَصَفَوْتُ كَانَ يُشَبِّهُ شَكْلًا وإسماً شَقِيقٌ أَبُلُّهُ عِصْمَتُ ، والذى توفى طفلاً ، لذلك تعلقت به ، وهي كَانَتْ تَدْرُسَ له فِي المَدْرَسَةِ ت، فتَأْخُذُهُ مِنْ أُمِّهِ صَبَاحاً ، ثُمَّ تَعَوَّدَ بِه بعد اليوم الدراسي الي شقتها في الدور الثاني ، في تفس البناية التي يقيم هو بها ، وَبَعْدَ أَنْ يَأْخُذَ حَمَامٌ وَيَتَغَدَّى كَانَ يَنَامُ سَاعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَيْقِظُ ، فَتُذَاكَرُ لَهُ وَيَنْتَهِي مِنْ الوَاجِبِ ثُمَّ تَأْخُذُهُ إِلَى أُمِّهِ فِي الدُّورِ الرَّابِعِ ، وَكَانَ عِنْدَمَا يَحْضُرُ مِنْ المَدْرَسَةِ تُخْبِرُ أُمُّهُ تِلِيفُونِيًّا ، وَكَانَتْ أُمَّةٌ سَعِيدَةً مِنْ حُبِّ هَذِهِ المُعَلِّمَةِ الرقيقة بِطِفْلِهَا ، وَكَبُرَ وَاِنْتَقَلَ مِنْ المَدْرَسَةِ وَفِي هَذِهِ الظُّرُوفِ اِنْتَقَلَتْ الأُسْرَةُ إِلَيَّ مَسْكَنٌ أُخُرٌ فِي مِصْرَ الجَدِيدَةَ ، وَلَمْ تَنْتَهِي زِيَارَةٌ وَسُؤَالٌ أَبُلُّهُ عَصَمْتٍ عَنْ صَفْوَتَ وَأَهْلِهِ ، وَمَرَّتْ الأَيَّامُ وَسَافِرٌ صَفْوَتُ إِلَى أُورُبَّا لِلدِّرَاسَةِ وَلَمْ يَكُفَّ عَنْ السُّؤَالِ عَنْ أَبُلَّهُ عَصَمْتٍ ، هَكَذَا كَانَ يُنَادِيهَا وَبَاعَدَتْ الأَيَّامَ حَتَّى عَلَمٍّ بَعْدَ العَوْدَةِ مِنْ الخَارِجِ بَعْدَ حُصُولِهِ عَلَى الدُّكْتُورَاه مِنْ أَمْرِيكَا ، أَنْ أَبُلَّهُ عَصَمَتْ مَرِيضَةٌ بِمَرَضٍ عُضَالٍ وَتُرْقِدُ فِي مُسْتَشْفَى جَمَالَ عَبْدُ النَّاصِرُ بالأسكندرية ، وهذه السيدة المعلمة والأم لم تتزوج في حياتها ، الغَرِيبَ أَنَّهُ اِتَّفَقَ مَعَ مَنْ كَانُوا تَلَامِيذُ لِأَبُلَّهُ عضمت وَهُمْ المُسْتَشَارُ وَالفَرِيقُ وَاللِّوَاءُ ، اِتَّفَقُوا أَنَّ العِلَاجَ والإقامه فِي الدَّرَجَةِ الأُولَى فِي المُسْتَشْفَى هُمْ مَنْ يَدْفَعُوا تَكَالِيفَهِ ، وَعَرْضٌ دُكْتُورُ صَفْوَتَ أَنْ يُسَفِّرَهَا إِلَى أَيٍّ مُسْتَشْفًى فِي الخَارِجِ إِلَّا أَنَّ الأَطِبَّاءَ أَخْبَرُوهُ بِأَنَّ الحَالَةَ مُتَأَخِّرَةً ، وَلَا يُجْدِي مَعَهَا العِلَاجَ فِي الخَارِجِ ، اِتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَتَنَاوَبُوا الحُضُورُ إِلَى المُسْتَشْفَى وَهَكَذَا كَانَ ، حَتَّى اِجْتَمَعُوا لِيَأْخُذُوا عَزَاءَهَا وَفَأْلٌ قِي نَفْسَهُ وَدَمْعُهُ تَنَزَّلَ مِنْ عَيْنِهِ ، رَحِمَ اللهُ أَصْحَابَ الفَضْلِ عَلَيْنَا الَّذِينَ يَنفِقُونَ حَيَاتُهُمْ ، لِكَيْ يَكْبُرَ الصَّغِيرُ وَيَكْوُنَّ قِيمَةً وَقَامَهُ فِي المُجْتَمَعِ ، رَحِمُ اللهِ كُلُّ مُعَلِّمٍ وَمُعَلِّمِهِ أَصْحَابُ الأَفْضَالِ الَّتِي لَا يَشْعُرُ بِهَا الإِنْسَانُ إ، ِلَّا عِنْدَمَا يَكْبُرُ وَيَفْهَمُ هذه الحَيَاةَ.
   أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى
Image may contain: 1 person, sitting and indoor

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق