الأربعاء، 21 سبتمبر 2016

كيد و مكر الجزء الرابع والأخير ( حينما يعزف الحب…… ) بقلم المبدع أحمد أبو الفوز

كيد و مكر 
الجزء الرابع والأخير ( حينما يعزف الحب…… )


الليدي بعدما أغلقت الإتصال 
كانت رفيقتها تجالسها… قد لاحظت 
تلك الحسرات بعد الإتصال تخيم على ملامحها 
بفضول إنثى تسألها… 
- سوليانا… هل سيأتي… ? 
ترد الليدي سوليانا… وهي 
ترتشف قهوتها 
بآه لاتنطق… 
- نعم… مع رفيقة له… 
رفيقتها… 
- ماأدراك… ربما تكون حبيبته… 
يالكبرياء وجبروت الليدي… حتى رفيقتها 
لم تعرفها بوضوح… 
ترد مبتسمة…

- Peu importe .. je suis sa diablesse ( وإن يكن… فأنا شيطانته )
عن إذنك الآن… 
سأذهب لأعد نفسي للحفل… 
خلفت فوق طاولة رفيقتها… 
إستفهامات كثيرة… 
ك حافية القدمين تسير… فوق الجمر… 
تجعل من الهواء… كفوفا تحملها…

هو… بشقته… 
مع إبتداء الساعات الأولى للمساء… 
يجلس حيرة… أمام هاتفه… 
وكأس من الفودكا… 
متسائلا… 
- أ بالفعل آخذ ماريا معي… ? 
أم لا… 
أراها حركة طفولية… 
وستجعلني… أقل شأنا في عيني تلك الليدي… 
كأنه هنا… 
يشعر بالذنب… 
حالما سمع صوتها المرتبك… 
فنبرتها… قد أوجعته… 
وهذا أكثر مايستغربه وبشده… 
لم يتألم لها… لا لغيرها 
لماريا مثلا… 
في هذه الأثناء… مع تلك الحيرة… الملتهبة 
بعصف من الحواس… والمشاعر… 
لم يكد يتذوقها من قبل… 
يناظر الوقت…

- Oh mon dieu, je suis en retard ( اوه… ياإلهي تأخرت ) 
نهض مسرعا… 
إرتدى بدلته ( Dior ) الأنيقة… 
قطنية الخيط … كحلية اللون… 
مع ربطة عنق حمراء… 
وساعته المفضلة فاشيرون… تقلد معصمه… 
ورشة عطر Lagost… 
المعبوق… 
بالخزامى الفرنسية… 
ترجل مسرعا… 
وصل سيارته… 
إذ بماريا تناديه… 
لم يرها حتى… إنطلق… 
تركها… تناظره… كما طير على غصن جريح… 
وصل للمسرح السريالي… 
وسط باريس… 
كان المكان يضج بالحاضرين… 
دخل القاعة… 
صوت مدوي واحد… 
الكل يترقب دخولها… هاتفين بإسمها… 
بهدوء هو يجلس… 
بلا إدراك يغمض عينيه… 
كأنه يستنشق… حروف ذلك الإسم… 
يعود أخرى… ينتفض… 
ينتبه لنفسه… 
إذ بالليدي… 
تدخل للمسرح… 
تحت وابل من الزهور… 
والدخان… والأشعة الليزرية المتعددة الألوان… 
وآلآف المعجبين… 
اللذين قدموا ليظهروا… لها 
شدة عشقهم… لموسيقاها… 
وهي… بذلك الفستان… 
من نوع ( هوت كوتور )… الفاخر… 
حريري الملمس… 
ك موج الليل لصيقا… 
ووشاح… شفاف إغريقي… 
العنق تحيط به… سلسلة من الكرستال… 
أقراط من الياقوت الناعم… 
تزين شحمة الأذن… 
وقطيفة حمراء… هي قبعتها… 
كل تلك التفاصيل… 
بنظرة منه… 
ملؤها… غيرة في عينيه… 
يكسوها… غضب الحب… 
الذي… لايود الإعتراف به… 
تجلس هي… 
أمام بيانو الغراند الفخم… 
مع سكون… وهدوء الأصوات… 
تغمض عينيها… تتنفسه بأعماقها… 
تشعر به… 
هو… 
يشهقها… بآهات موجعة… 
مع حدة نظر… قاتلة… 
لمسة أولى… منها… لمفتاح أل ( دو ) 
لتبتدئ… 
سلما موسيقيا ( Al. Kromati ) 
كما البحر هو… 
مد وجزر… جزر ومد… 
آندرو هنا… 
ليس مع كل الحضور… 
بل مع موج… نبضاتها… 
يغرق حينا… وحينا يرتمي… 
يقف… يريد أن يخرج… 
فما يسمعه… يكاد يقتله… 
يعود… يجلس… يولع سيجاره… 
ترانيم شلت… أطرافه… وفكره… 
مع… إهتزاز… وتيرة السنفونية… 
وقوة ضرب مفتاح ال ( صول )… 
بأذنه… 
يراها… تبكي… 
كأنها… تعزف على قلبه… 
دون وعي… إخنتق… أدمع… 
خرج مسرعا… 
واضعا… يديه فوق رأسه… 
صارخا…

- Mon Dieu, quelle malédiction ( ياااإلهي… ماهذه اللعنة )
بعد إنتهاء الحفل… 
واقفا هو… لازال… أمام المسرح… 
جلس… كأن لسان حاله يسأل نفسه… 
ويؤنبها…

- Pourquoi je ne pars pas, et qu'elle repentance qui me laisse soumis à un diable imbattable ( أي توبة هذه… تتلبسني بشيطان لايقهر )
على تلك حالته… 
.تخرج هي… 
الجموع من حولها… 
وعيناها… تبحث عنه في الوجوه… 
لتراه… .تتركهم… 
تنحني… له… 
بلمسة إصبعها… على أنفه… 
يقف… يرى دموعا لم تحكي بعد… 
بكف يد… حنون… يزيلها من خدها… 
سائلها…

- Pourquoi pleures tu? ( ?… لم تبكين )
رغم أن عينيها تدمعان… 
عادت لتبتسم… تلك الليدي… 
فثقتها… لم تكن عبثا… 
تعلم هي…
خلف كبريائه… وجبروته… 
طفلا… مسلوب البسمة… 
فلم تجبه… 
أراد سؤالها مرة أخرى… 
وضعت يدها… على فمه… 
قائلة…

- Shuuuut ( أاااااش )
تبسم… 
إقترب منها أكثر… إقتربت منه… 
الحديث كان صمتا… .
الكل حولهما… صامتا… 
لتكون… لغة العطر… 
وحدها تحكي… 
من روائح الأزهار… 
تنساب الحمضيات المنعشة… 
المغطوطة بالفلفل الأسود… والعنبر الباتشولي… 
هي تلك الآه… حينما يعزف الحب… 
تعبق عناقا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق