السبت، 3 سبتمبر 2016

ضياء تريكو ابن الفراتين ( اهداء ) بقلم الشاعر عبدالجبارالفياض


قدمها للنشر الشاعر المهندس ضياء تريكو صكر رئيس تحرير صحيفة الحرف الأدبية الاكاديمية المحكمة
مَنْ ذا يطولُ الشـمسَ في عليائـِها فليأتني خيـطــــاً بومضِ ضيائهــا
حين تجتمع المحاسن اللفظية وقبلها المعنوية فذلك أرقى البديع في البلاغة وحين تحضر أركان البيان والتشبيه والمجاز والكناية فهو من رقي الأدب وحين يكتمل البناء على عمود الشعر في ميزان الفراهيدي فذلك أبهى حلل القريض.... تحية تقدير واعتزاز للشاعر الكبير عبد الجبار الفياض برائعته ابن الفراتين، وبأمثاله يرتقي القريض سلم الأدب العربي

ضياء تريكو
ابن الفراتين
يا ابنَ الفراتيْن في دنيـاك نتّحـدُ
مـاذا تكـونُ بلاداً دونك البلدُ؟
مـاذا لريح الصَبـا لـو أنها حملَتْ

أنّـاتِ مغتربٍ قد علّـهُ الكَمَدُ؟
من كان مثلُك في المنأى يَعـدُّ خطىً

نحو المغيب ، ولا منْ طارقٍ يفدُ ؟
لم أدرِ كيف عيونٌ منك قدشخصتْ ؟

صوبَ العراق وشارتْ للحسين يدُ
بين الجموع فنيتَ العمر في نكـدٍ

تباً لدهرك حين الموتِ تنفـردُ !!
أهي المشيئةُ أنْ تحيا هنـا علمـاً ؟

تعلو بك الشامُ قبراً خيرَ ما شهدوا
إني لأطريـك صوتـاً ليس يقربُـه

حرفٌ من المدح إلآ بـات يتّـقدُ
**
هم أفردوك وظنّوا أنّـهم غلِبـوا
مثل الحسينِ بأرض الطّفِ قد فردوا
كم مِنْ مسيحٍ على أعتابهم صَلَبوا

إذْ لا غرابـةَ في دنيـاهمُ العـددُ
واستوقدوا مهجاً عفتْ بما كسبتْ


**
لا يغفرُ الشعبُ ما طالوا وما وقدوا

هذا العراقُ تراهُ شـامخـاً علـماً
يُعطي الوجودَ خلوداً ما له نفـدُ!
أما العتاةُ بما كانـوا على صلفٍ

أمسوا رماداً بما جاروا وما جحدوا
فالسارقون لطيفِ الشمس حتـفُهم

حتفَ الذين بغوا غارتْ بهم ثمـدُ
**
طالتْ عليك الليـالي في تعنتـها
حتى استبان لها مَنْ فارسٌ جَلِـدُ؟
تأريخُ شعبٍ على كتفيك تحملُـه

ما نأت يوماً بـه أو هـدّك الجَهَدُ
أنتَ الطلـوبُ لحقٍّ مزّقـوه على

نُخبِ الرغائبِ ما شاءتْ لهم عُقَدُ
بالأمس كنت عميداً في منابـرنـا

واليوم يطفو على بغدادك الزَبَـدُ
ما كان صـوتُك الآ هـدرُ مقتحمٍ

حصنَ البغاةِ وما عدّوا وما حشدوا
يا عاشقَ الجّرفِ هذا عصرُ طرطرةٍ

يستأسدُ التيسُ فيما غابتِ الأُسُـدُ
أم أنها قُلبـتْ رأسـاً على عقـبٍ

واشتدَّ ضيقـاً على أحراره البلـدُ

**

يا كعبةَ الشعر مـا زالـتْ روافدُنا
ظمأى إليك وأنت الرافـدُ المـددُ
من أين يُبتدئُ القصيدُ وفيـك مـا

تخضّرُ منه الفلا لو ضنتِ الرعـدُ
فالشعرُ عنـدك أمـواجٌ مذهبــةٌ

وحريرُ ثوبٍ زهـا في لبسه الأمدُ
أمـنْ طلولٍ إلى مَـنْ قـالها وغفا

المسكُ أنت وأنت الختمُ و العَمَـدُ
هذي المرابـدُ لم تـأنسْ بفارسها

وهو الصدوحُ بآفاقٍ لهـا غـردُ
ماجـتْ أوائلُـها في لجّةٍ سـحرتْ
واليوم ننسجُ ما جادتْ به لغدٍ

منّا عيوناً وداوتْ مـن بـه رمدُ
أيدي أمِ عوفٍ وما سرتْ به بَغَدُ
حتى بـدتْ طللاً لا شيءَ يعمـرُها

إلآ الأثـافي وفيءٌ خـيرُه قتــدُ
فاستنكرَ الشعرُ أنْ تُسلَبْ نضارتُـه

أو أنْ يباعَ لمـن آثامَهم عبـدوا
يا كلّ شعرٍ به أتحفتنا وبنـا

شوقٌ إليـك إذا حُرّاً يجيءُ غـدُ
يا حافرَ اللّحدِ وسّـعْ في جوانبـه
هذا العراقُ وهذا السّيفُ والغَمَدُ !
هذا ابنُ كوفتـه الحمراء شاخصُها

حُبلى اللّيالي وفي أحضانه تلـدُ
هذا الذي أُسرِجتْ في شعـره ظُلُمٌ

أفتى جهاراً وصوتُ الحقِّ مضطهدُ
هـذا الذي عاشقاً ما كنتُ أعرفُهُ

الآ عراقاً بـه مَـنْ عزمه وَقَـدُ
عذري مباحٌ وعـذري حين أجترئُ

في سبر غورٍ هو الأجيـالُ تحتشدُ
أخلدْ- فديتُك- فالمسعى بفاعلـه

والثـأرُ في مهج الثـوّار يتّقـدُ
أخلدْ- فديتُك- فالدنيا على عَجلٍ

والخالدون نجـومٌ أيـن ما لُحدوا!

عبدالجبارالفياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق