السبت، 3 سبتمبر 2016

نافذة على الشعراء العرب بقلم الشاعر والأديب خالد خبازة


نافذة على الشعراء العرب
عبدة بن الطيب
عبدة بن الطيب بن يزيد بن بن عمرو بن علي ، من تميم 
لا يعرف تاريخ ولادته .. توفي سنة 25 هجرية الموافق سنة 645 ميلادية .
شاعر فحل ، من مخضرمي الجاهلية و الاسلام ، كان أسود اللون ، شجاعا ، شهد الفتوح ، و قتال الفرس ، مع المثنى بن حارثة الشيباني و النعمان بن مقرن ، بالمدائن و غيرها ، و كانت له فيها آثار مشهودة ، و له فيها شعر .

من أشعاره :
و الحمد لا يشترى الا له ثمن ... 
مما يضن به الأقوام معلوم

و الجود نافية للمال يهلكه ... 
و البخل مبق لأهليه و مذموم

و مطعم الغنم يوم الغنم مطعمه ... 
أنى توجه ، و المحروم محروم

و من تعرض للغربان يزجرها ... 
على سلامته لابد مشؤوم

و كل حصن و ان طالت سلامته ... 
على دعائمه ، لا بد مهدوم

وله أيضا :
فان تسألوني بالنساء فانني ... 
خبير بأدواء النساء طبيب

يردن ثراء المال حيث وجدنه ... 
و شرخ الشباب عندهن عجيب

اذا شاب رأس المرء أو قل ماله ... 
فليس له في ودهن نصيب

...
عبدة بن الطيب .. و قيس بن عاصم
وكان قيس بم عاصم المنقري من سادة العرب و من حكمائهم ,, وهو من استقبله الرسول صلى الله عليه و سلم .. و لقبه " سيد أهل الوبر " .. و يقول صاحب الأغاني .. أنه كان بينه و بين الشاعر عبدة بن الطيب خلاف ، فهجره قيس بن عاصم ، ثم حُمِّلَ عبدة بن الطيب دما في قومه .. فخرج يسأل فيم تحمله ؟ .. و مر به قيس و هو يسأل في تمام الدية ، فقال :
فيم يسأل عبدة ؟ .. فأخبِر . 
فساق اليه الدية كاملة من ماله . و قال :
قولوا له أن يستمتع بما صار اليه . و ليسق هذه الدية الى القوم . فقال عبدة : 
أما و الله لولا أن يكون صلحي إياه يُعقِب هذا الفعل عارا عليّ لصالحته .. و لكني أمضي الى قومي ، ثم أعود فأصالحه : 
و مضى بالابل ثم عاد ، فوجد قيسا قد مات . فوقف على قبره و أنشأ يقول يرثيه :

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... 
و رحمتـــــه ما شاء أن يترحما

تحية من ألبستـــــــــه منك نعمة ... 
اذا زار عن شحط بـــلادك سلّما

و ما كان قيس هلكه هلك واحد ... 
و لكنـــــه بنيان قوم تهدمـــــــا

و يعتبر الكثير من العرب أن هذا البيت الأخير أحسن بيت قالته العرب في الرثاء .
....
خالد خبازة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق