نافذة على الشعراء العرب
عبدة بن الطيب
عبدة بن الطيب بن يزيد بن بن عمرو بن علي ، من تميم
لا يعرف تاريخ ولادته .. توفي سنة 25 هجرية الموافق سنة 645 ميلادية .
شاعر فحل ، من مخضرمي الجاهلية و الاسلام ، كان أسود اللون ، شجاعا ، شهد الفتوح ، و قتال الفرس ، مع المثنى بن حارثة الشيباني و النعمان بن مقرن ، بالمدائن و غيرها ، و كانت له فيها آثار مشهودة ، و له فيها شعر .
من أشعاره :
و الحمد لا يشترى الا له ثمن ...
مما يضن به الأقوام معلوم
و الجود نافية للمال يهلكه ...
و البخل مبق لأهليه و مذموم
و مطعم الغنم يوم الغنم مطعمه ...
أنى توجه ، و المحروم محروم
و من تعرض للغربان يزجرها ...
على سلامته لابد مشؤوم
و كل حصن و ان طالت سلامته ...
على دعائمه ، لا بد مهدوم
وله أيضا :
فان تسألوني بالنساء فانني ...
خبير بأدواء النساء طبيب
يردن ثراء المال حيث وجدنه ...
و شرخ الشباب عندهن عجيب
اذا شاب رأس المرء أو قل ماله ...
فليس له في ودهن نصيب
...
عبدة بن الطيب .. و قيس بن عاصم
وكان قيس بم عاصم المنقري من سادة العرب و من حكمائهم ,, وهو من استقبله الرسول صلى الله عليه و سلم .. و لقبه " سيد أهل الوبر " .. و يقول صاحب الأغاني .. أنه كان بينه و بين الشاعر عبدة بن الطيب خلاف ، فهجره قيس بن عاصم ، ثم حُمِّلَ عبدة بن الطيب دما في قومه .. فخرج يسأل فيم تحمله ؟ .. و مر به قيس و هو يسأل في تمام الدية ، فقال :
فيم يسأل عبدة ؟ .. فأخبِر .
فساق اليه الدية كاملة من ماله . و قال :
قولوا له أن يستمتع بما صار اليه . و ليسق هذه الدية الى القوم . فقال عبدة :
أما و الله لولا أن يكون صلحي إياه يُعقِب هذا الفعل عارا عليّ لصالحته .. و لكني أمضي الى قومي ، ثم أعود فأصالحه :
و مضى بالابل ثم عاد ، فوجد قيسا قد مات . فوقف على قبره و أنشأ يقول يرثيه :
عليك سلام الله قيس بن عاصم ...
و رحمتـــــه ما شاء أن يترحما
تحية من ألبستـــــــــه منك نعمة ...
اذا زار عن شحط بـــلادك سلّما
و ما كان قيس هلكه هلك واحد ...
و لكنـــــه بنيان قوم تهدمـــــــا
و يعتبر الكثير من العرب أن هذا البيت الأخير أحسن بيت قالته العرب في الرثاء .
....
خالد خبازة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق