الجمعة، 16 سبتمبر 2016

(( التشويه اللفظي وألأحتيال بمقاصد اللفظ )) الكاتب رائد مهدي / العراق

(( التشويه اللفظي وألأحتيال بمقاصد اللفظ ))
للتشويه معالم كثيرة اعتادت المجتمعات البشرية على حدوثها حتى لم تعد بألأمر الغريب بل من الامور المتكررة والمتنوعة الاشكال فللتشويه انواع منها تشويه الجسد وتشويه السمعة (الشخصية) وتشويه النفس عن طريق تجريحها وبواسطة القاء عادات وتقاليد وافكار تحدث تشوها في انطباعاتها واستجاباتها وهناك تشويه للأمكنة(العمران) وللأزمنة (اللحظة)او (المناسبة) وهناك تشويه للتاريخ (بالتزوير والتدليس) وتشويه للحاضر (من خلال العيش بعقلية الماضي ) وهناك التشويه العقائدي (السياسي والديني ) والتشويه العلمي (بتوظيفه لدعم الخرافات وخيانة الامانة العلمية) .كل هذه الانواع باتت واضحة وغير خافية على احد ونود هنا اثارة حالة تتطرق لنوع من انواع التشويه اطلقت عليه مايسمى( بالتشويه اللفظي والاحتيال بمقاصد اللفظ ) وهنا اردت اختيار عينة ومثال على ذلك كلمة الأب والأم والأخت والأخ والأبنة والأبن فهذه المفردات يتم توضيفها للاحتيال عن طريق تدنيس مقاصدها بتحميلها ماهو دنيء ورديء ويحضر في ذهني بعض سياقات التدنيس لأحداها وابرزها وهي كلمتي أخ و أخت فحين لايرغب شخص في امراة يناديها (اختي) للتعبير عن عدم رغبته بجسدها او عدم رغبته بالزواج منهاوعدم (شعوره بالعشق نحوها). ونفس الحال منطبق على كلمة (اخي) فهذه الكلمة تنادي بها الفتاة على الشاب تعبيرا منها بعدم احساسها الشهوي تجاهه وعدم تفكيرها بالزواج منه وعدم وجود مشاعر (عاطفية عشقية غرامية)في ذاتها نحوه . ولو نظرنا للموضوع من جهة اخرى لنكتشف حقيقة القصد الذي يتم تحميله على هذه المفردة فماهي الأخت في الشرق ؟ الاخت في الشرق هي المتحكم فيها من قبل أخيها وهو السلطان عليها وهي الضعيفة أمامه والمقهورة بسلطانه ولو وجدها برفقة شخص فهو يكسر عظامها ولو وجدها في خلوة مع حبيب فله الحق بقطع رقبتها بسكين وله الحق ان يحاسبها على لباسها ويعترض عليه وهكذا حال أغلبية الفتيات اما الحالات الأستثنائية والشاذة فلا يقاس عليها أنما يجري القياس على حال الاكثرية لا الأقلية فنفهم ان مكانة الاخت عند الاخ هي مكانة (وضيعة واقعيا) او (منزلة هينة) وان تبجحوا بالغيرة وحماية الشرف وبرروا لأستعبادها واخضاعها بشتى الوسائل فذلك لاينفي ان كلمة (اختي) توحي بانك لست (صاحبة شأن او ذات اهمية تسلب عقلي وتزلزل روحي بالشوق والمحبة ) وبمجرد ان يقولها شاب لفتاة (يااختي) فهي على الفور تفهم طبيعة مايشعر به نحوها .ومن وجهة نظري لو ناداها بأسمها او بمصطلح غير هذا لأستشعرت اهمية لها عنده تفوق ماتحمله هذه الكلمة التي تم تشويهها بمقصد نفاقي واحتيالي لايلائم طبيعة مايشار اليه .هي بالضبط كمن يقول (الله اكبر) ويذبح انسان في محاولة توصيل معنى خسيس بواسطة (تعظيم الرب بكلمتي ألله اكبر ) ونفس الحال منطبق على المراة فحين ترى ان شخص مال اليها بمشاعره او استحسنها وبدت في عينيه جميلة فهي تقول له انت ( كأخي ) لتعلمه بأنها لاتبادله ذات الشعور وتقول لخاطبها انت (مثل اخي) ليعلم من خلالها بأنها لاتشتهي جسده وهي لاتختلف شيئا عن تلك التي تقول لسائل متسول (الله يعطيك) لتبدي من خلال تلك الكلمات رفضها للأعطاء على حساب تشويه (عطاء الرب) الذي سيبدو للسائل عبارة عن محتوى للرفض ويكون عطاء الرب هو معنى ودلالة على المنع واللاشيء والرفض .وكذلك كلمات انا (كأبيك) فهي رفض لأي عاطفة حب او عشق وكلمة انا (مثل امك ) فهي تنبيه للآخر لغرض تصحيح عاطفته واعلان من المراة لهذا الرجل بأنك لاتناسبني وبدلا من ان تقول له بأنك لاتلائمني فهي تقول له انا أمك وبدلا من ان تقول له انت لست كفؤ لي تقول له انا أختك وبدل من ان يقول لها بأنني اراك بعيني طفلة لاتنسجم مع نضوجي يقول لها يا ابنتي وبدلا من ان يقول لها بانك تبدين لناظري انك لست جميلة ولا اشعر بأنك جميلة فيقول لها يااختي . وبعد هذا الأسهاب وددت ابداء رأيي أن كلمة الأب والأم والأخ والأخت هي كلمات مقدسة في قاموس الأنسانية وقد تعرضت للتشويه في الشرق وتطاول عليها المحتالين والمنافقين وهتكوا حرمتها واستخدموها في غير مكانها نتيجة جبنهم وانعدام شجاعة التعبير لديهم ولاتجد مثل هذه الكلمات بالمجتمع الغربي تستخدم كما هو الحال هنا لدى المتصحرين الوارثين لتخلف الاجيال الموروث عبر الاجيال ففي تلك المجتمعات ينادى على الشخص بأسمه او يقول الرجل للمرء ياآنسة او سيدتي وتنادي المرأة على الرجل بعبارة ياأستاذ او سيدي بل في الثقافة الغربية هناك احب الاسماء الى الشخص اسمه قبل كل لقب وهناك حين يرفض الرجل فتاة يقول لها عبارة (اعتذر منك فأن لي زوجة ) او تقول الفتاة للرجل معبرة عن رفضها له عبارة( آسفة لأنني مرتبطة ) ولاتقول له انت اخي او انا اختك ولا يقول لها انتي ابنتي وانا ابيك لأن توظيف الكلمة المقدسة لأيصال انطباع متدني او سلبي فتلك جناية واحتيال ومعلوم لدى العقلاء ولكل لبيب ان المحتال باللفظ هو جان ومدان وعلى اقل تقدير فانه ليس اهلا للاحترام لانه ملتو ومصادر لقدسية الكلمات المقدسة وهاتك لحرمتها ومستهين بمشاعر الآخر . ولاهمية الامر طرحت هذه الفكرة استنكارا مني وادانة مني للتشويه اللفظي والاحتيال بمقاصد اللفظ .

رائد مهدي / العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق