الخميس، 1 سبتمبر 2016

السياسي والسروال قصة بقلم عصام قابيل الحلقة الثانية

السياسي والسروال

قصة بقلم عصام قابيل
الحلقة الثانية

**************

وذهبت المواشط يبحثن عن العريس . وفي صحبة أصدقائه , جاء عفت , وجلس كرجل شاب , حكيم . . جاء بخطى فرحة و نشطة , لكن دون إستعجال . لأن الحكيم لا يستعجل أبدًا: لا للمقصلة ولا للزفاف ! ولالأي شيء جميل يستعجل , ما دامت الحياة نفسها تنساب كسهم ! , جلس عفت على الكنبة , في مواجهة السرير ذي الستائر المحلاة بالدنتيللا . وبدون توتر , أصغى لتهاني أصدقائه , وأمانيهم الطيبة . ونهض , وقال:
- إنني أحييكم , يا أصدقاء صباي , وأقول: وداعًا لحياة العزوبية .
, اتجه نحو السرير . في خطى ثابته كلها ثقة بالنفس ويملؤها الزهو
لكن في تلك اللحظة , وفجأة . . سقط السروال من عفت
. وأحدث المنظر عاصفة من الضحك:
العجائز نبحن كما لو أن أحدًا خنقهن . وضحكات النساء الشابات رنت كما لو كانت أجراسًا . أما الرجال , فقد انكفأوا على الأرض . . والعروس ,التي رأت كل شيء من خلف ستائر الدنتيللا , استولى عليها سرور جنوني , ولكي تخفيه , راحت تحرك بيأس أساورها وحليها .
لقد أغمى على الجميع من الضحك . .
أما عفت فقد ظل في مكانه مشلولًا , وساقاه العاريتان حمراوان من الخجل . وباضطراب شديد , تناول عفت سرواله , واندفع خارج البيت . وفي الفناء الواسع , قفز على أول حصان وجده , وكان يخص بالتأكيد أحد المدعويين . وهمزه بشدة , ثم ركض بأقصى سرعة , وهو يسمع ضحكًا هائلًا يتبعه . .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق