السبت، 10 سبتمبر 2016

(شكوى لصرخةٍ منحورة) بقلم الشاعر مهدي سهم الربيعي \ العراق \



(شكوى لصرخةٍ منحورة)

================
لا يورِّقُ قلّبُ الغصنِ شجرة
لا تُنبِّتُ الأرضُ ملائكة 
البذارُ شياطينٌ مُتناثرة 
وادي الظِّلِ ..ممرٌ ليسَ إلا 
لقفيرٍ مَهجور
مهاجرٌ يائسٌ .. إصطحبَ جلبابه 
منحتهُ إياهُ السماء 
قُبيلَ الموتِ بقبرٍ
حَطَّت رحالُها هاهُنا 
مُصفرَّةَ الخدَّين 
وجوُّهٌ من تُرابٍ
تطرقُ المعاضد 
وسطَ أبوابٍ .. تقفُ على أطرافِ الزوال
يا لَوحشةِ الغياب ..وَحشتي ..وَحشَّتهم 
يا لثقلِ المُصيبَة 
بحجمِ ثُقلِ صَليبِ عيسى 
بحجمِ صبرِ أيوب 
بحِجمِ فَجيعةِ زَكريّا 
بثقلِ ما حَملتهُ سفينةُ نوح
تَعالي أيتُها المُغبَّرةُ 
إستَوطني مَنفاي 
فَلا أملكُ سوى كفٍ وأربعةِ أصابع 
وكبدٍ تعلوهُ رصعة 
بلا قلبٍ 
بلا ذاكرةٍ 
دنوتُ .. فكنتُ الأقرب 
مدَّدتُ يدي 
لاهثاً أصطادُ سِكيناً 
أنحرُّها بِرقَبتي 
دُعائي ..أتمَّ عليّ تَعاستي 
نُذوري بَعضي 
بَل كُلي 
تقبَّليها أيتُها السَّماء 
لا تُكَفريني 
عدالتكِ .. أقاموا عليها الحَد 
أقيمي على جلدي الطَّري 
حفلَ جَلدٍ ماجن 
ألا يَكفي 
ألا لصَوتي أن يُسمَع 
أليسَ تهجُّدي .. طلباً لِلغُفران 
أليسَ صَمتي عبوديَّة 
أليسَ سؤَّالي حَق 
(آخ)
(أخٌ أخٌ أخ)
هذا آخرُ ما أستغيثُ به 
آخرُ ما تَبقَّى لدَي 
وهذهِ شكواي 
بعدَها .. سأختارُ جَهنَّم 
بذاتِ الذَّنبِ الَّذي لم أقترِفه 
لستُ سوى 
محترقٍ مُنذُ وُلِد
==============
مهدي سهم الربيعي \ العراق \

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق