( سألني الذي أشتاق الى أسئلته : سائلي قد بلغ من العمر عِتيّا, أفصد قد تعدى الخمسين عاما بشحمها ولحمها وعجَرها وبجرِها وحيصِها وبيصها . ولقد مر عليه من التجارب بقدر ما مرّ هو عليها . الا أنه يعاني من نقصٍ حاد في فيتامين الحب فأصبح يشكو من هشاشة الودّ في قلبه . فأي حدث أو حادث فيه أية رائحة من الرومانسية والتراخي الذي يدغدغ الفؤاد يتحاشى الارتطام به لا سيما بين القلب ومشاعره . ولا يستأذن ولا يأذن لأي حب أن يطرق قلبه الا اذا أعطاه الطارقُ شيفرة أسراره وطلسم أخباره . فاذا اطمأن لطارق القلب يسمح له بالمرور ويأذن له بالعبور . وحين سألته قبل أن يسألني ما هو داؤك بالضبط وما هو دواؤك في الحقيقة . ؟ احتار وجميع ألفاظ اللغة استعار, ثم قال : دائي ودوائي وجهان لعملة واحدة . ولن يهدأ بالي وتشفى حالي الا اذا عثرت على واحدة . تُقَرِّبُ إليّ البعيد وتبعّد إليّ القريب . أشم رائحة ودها وحبها وودادها مسيرة يومٍ بأكمله . قلت له أليس ما تتمناه من المستحيلات السبع ؟! قال سأنتظر وأصبر حتى أعثرعليها و لو أكلني السبع .! قلت له أعطاك الله ما تتمناه .ثم قلت له : كنتَ تريد أن تسألني فقاطعتك وسألتك أنا ! فاعذرني وسل ما بدا لك ؟ قال : هل من دواء لدائي ؟ قلت له : سأهمس في أُذُنِك وإياك أن تخبر بجوابي أحدا . قال : لك ذلك . قلت له : تفاءلوا بالخير تجدوه . وما صعب على امرئٍ منال اذا جعل الإقدام له قرينا . ضحك صديقي حتى ظننت أن كلامي كان دواءه فأزال داءه !!! ( الأديب وصفي المشهراوي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق