الجمعة، 2 سبتمبر 2016

4 - فصل الخطاب صفحة من كتابي: [نظرية النطق] بقلم: يحيى محمد سمونة „ صناعة المفهوم „




4 - فصل الخطاب
صفحة من كتابي: [نظرية النطق]
بقلم: يحيى محمد سمونة
„ صناعة المفهوم „
ظلم و ظالم و مظلوم و مظالم و ظلمة و غير ذلك من هذه الألفاظ، كلها تعبيرات تركت في حياتنا أثرا سيئا و سلبيا، و لم تفعل فعلها الإيجابي الطيب المبارك المتوخى منه!! ذلك أن كل امرئ منا وضع تلك الألفاظ في جعبته و راح ينسل منها سهاما يتصيد بها الناس باعتبارهم طغاة ظلمة!! و باعتباره القاضي بالعدل الذي يتوجب عليه وضع حد لهؤلاء الناس و لممارساتهم التي يأباها الله و رسوله ــ على حد زعمه ــ! و كيف لا يفعل ذلك و قد أصدر حكمه و قطع فيه بأن كل من خالفه السلوك و المعتقد فهو ظالم! و يلزم وضع حد لظلمه!
تلك هي مهزلة العصر و ذاك هو السلوك المشين الذي جعلنا وحوشا مفترسة و دعوانا في ذلك أننا نريد إصلاحا و تقويما لمجتمع فاسد ظالم، يمالئ الظلم و يجلس إلى موائد الظلمة!
أيها الأحباب: تلك هي مقدمتي لموضوع صناعة المفهوم، حيث أنني كما أسلفت لكم و بينت أن مشكلة المفاهيم المتداولة في حياتنا الثقافية المعاصرة أقضت مضاجعنا و جعلت من أمتنا أضحوكة العالم حتى لدى أضعف المجتمعات التي راحت تغمز وتلمز بهذه الأمة ! و إنها مجتمعات أقل شأنا من أن تكون لها كلمة أو رؤية و نظرة ثاقبة في ميزان الحضارة و الفعل و السلوك الحضاري.
أيها الأحباب:
كلنا يتهم كلنا بالظلم، و يستبيح دمه!
و كما سبق أن ذكرت لكم أن مشكلة المشاكل عند أبناء هذه الأمة هي غياب المفاهيم الصحيحة التي يتوجب عليهم التأسيس لعلاقاتهم على أساس منها! وطبعا فإن غياب المفاهيم الصحيحة في حياتنا الثقافية كان عملا مفتعلا قد دبرته لنا في خفاء أياد ملطخة، لها في تاريخ البشرية سجل أسود [هي إمتداد لأعمال قراصنة هيكل سليمان]

[ظ. ل. م.] كلمة تعني في عرف العرب: أن ينطق المرء أمره باجحاف و غبن، أو تعني وضع الأمور في غير مكانها الصحيح.فالذي يتعمد وضع بذرة في غير مكانها الصحيح [على سبيل المثال] فهو إذن: [ظالم]. ذلك أن فعله هذا فيه تبديد لقدراته و خيراته على غير وجه فائدة فهو إذا يغبن نفسه و يظلمها ــ هذا مثال يمكن تعميمه على أي سلوك للمرء فيه تعد على ما وهب الله تعالى للإنسان و أعطى ــ
وعلى هذا فالظلم يعني ظلم المرء لنفسه ولا يتعدى بإطلاق إلى ظلم الغير.. و خذوها مني كلمة صريحة تريح هذا الأمة من مفاهيم مريضة: إن الحاكم الظالم إنما يظلم نفسه فحسب

و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق