الخميس، 27 يوليو 2017

همسة أخيرة بقلم الشاعر النجدي العامري


همسة أخيرة 
.
اليك في بداية موسم الرحيل ..
.
ستهدأ الأشواق يا صغيرتي ..
و يخمد الإعصارْ ..
ستبرأ الجراح بعد حقبة ..
و تصمت الأوجاع 
في أعماقنا 
تنساب في أعيننا الأنهارْ 
سيثمر النخل ..
و ترخي ظلها الأشجارْ
و يعبق الروض ..
يناغي الطل من أفراحه الأزهارْ 
و يشهد الكون ميلاد طفلة بريئة
تمارس العشق مع حبيبها 
في وضح النهارْ 
لا تتقي الرجس الرهيب خيفة 
لأجلها .. 
لا تقلع الأمطارْ 
ستهرمين بعد لأي مثلما 
يهرم في أحيائنا الصفصاف 
و العرعارْ
و يوخط الشيب النواصي غازيا 
يعلو محياك اصفرارْ 
فحدثي في ليلة شتوية أحفادك الأبرارْ
عن شاعر مغفــل
أعطاك يوما قلبه زيتونة ..
من زيتها ..
تحت لحاها تومض الأنوارْ
و يهصر الأشواق من غلالها 
و يقطف الزيتون و الأشعارْ
قولي لهم : خلبته ..
فلم يعد ير سوى إشراق وجهي آية 
تهزأ بالشمس 
و تعشي من سنا جمالها الأقمارْ 
قولي لهم أسكرته 
بأعذب الألفاظ حين نختلي
في هدأة الأسحار ..
فلا يرى في الكون أي امرأة 
إلا الأميرة التي أمامكم
يصيبه من ذكرها الوجوم
يعلو وجهه احمرارْ 
قولي لهم صادقة :
أنا صيرته كخاتم في بنصري 
فباح لي بظاهر من أمره و باطن 
و هتك الأسرارْ 
لكنني من حيطتي 
كذبت ألف مرة 
و ما استجبت مرة 
لشاعر ثرثارْ 
كم رام أن .. و أن .. و أن
لكنه عاد يجــر خيبة 
و يرتدي الخسارْ ..
قولي لهم :
انك كنت نجمة بارعة 
أتقنت الأدوارْ
لكن رجاء أختمي 
حكاية المخدوع بالتحذير 
من هول الأكاذيب التي 
تعصف بالأكوان 
يخشى صولها الإعصار ..
.
بقلم الشاعر النجدي العامري
في : 27/07/2017
Image may contain: one or more people and outdoor

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق