السبت، 29 يوليو 2017

معا لتغيير نمط التفكير [ ٢ ] بقلم - يحيى محمد سمونة -

معا لتغيير نمط التفكير [ ٢ ]
أيها السادة و السيدات الأفاضل مرحبا بكم، و بعد:
نمط التفكير الذي درجنا عليه منذ زمن بعيد هو السبب الرئيس فيما آلت إليه أحوالنا نحن أبناء هذه الأمة عموما و شعوب المنطقة العربية على وجه الخصوص ! و ما ذاك سوى أننا غدونا بلا حلم [ الحلم من التحلم و هو النظر إلى اﻷمور بروية و أناة ] و غدونا و قد طاشت عقولنا! و ثمة من بات يذكي و يغذي الجهل فينا ! حتى لكأنه لم تنبع الحكمة يوما ما في ربوعنا و بين جنباتنا!
لقد جعلت عنوان هذه السلسلة الجديدة: [معا لتغيير نمط التفكير ] و ذلك كي أبين من خلالها الأنموذج الصحيح في التفكير مقارنة مع ما نحن عليه اﻵن، عسانا بذلك نغدو على حال أفضل و تكون لنا كلمتنا و نكون على قوة و رهبة، و تكون لنا زمام المبادرة و الهيمنة.
يساهم الفكر في رفع أمة أو في سقوطها! ذلك أنه - أي الفكر - الأداة الوحيدة يسطر الفرد من خلالها علاقاته كافة سواء مع نفسه أو مع خالقه أو مع بيئته و محيطه و الناس أجمعين، فإما أن يسطر المرء من خلال الفكر الذي هو عليه علاقات قوية، متينة، صالحة و سوية 
أو تكون علاقاته ضعيفة، سفيهة، رخوة و هدامة! 
في حياة هذه الأمة ثمة من ولج المنظومة الفكرية فيها و عاث فيها فسادا و إفسادا، بحيث لم يعد أفرادها لديهم قراراتهم المستقلة التي تدل على أنهم أصحاب سيادة و رأي و قرار و سطوة ! بل: بحسب هذه الأمة اليوم أن يلوح لها قراصنة الهيكل بطرف العصا حتى تركع لهم ! ثم يستدير أولئك القراصنة نحو خلف هذه الأمة و تساق ضربا بالعصا على أدبارها.
إن أفكارنا التي بها ننشئ و نبني علاقاتنا لهي الكفيلة بتسوية أوضاعنا أو أنها تقضي علينا و نصبح كخلاصة هضم و فضلات.
في منشوري الأول ضمن هذه السلسلة كنت قد سقت لكم مثالا بينت فيه كيف أننا إذ نلتمس لأخينا حين يخطئ ألف عذر فإن علاقتنا به 
تستمر قوية و متينة ولا شيء يكدر صفوها، و بخلاف ذلك فإننا إذ نعلنها حربا على أخينا فذلك يعني فشلنا و إنتهاء أمرنا.
إن حربا كحرب البسوس [حرب دامت أربعين سنة= 494 - 534 = بين قبيلتي تغلب و بكر بسبب قتل كليب التغلبي ناقة امرأة من بكر تدعى البسوس ]
إن هذه الحرب تكشف لنا عن نمط التفكير عند أولئك الأعراب الذين جاء الدين الحنيف و هذب طباعهم بعد أن أدخل على حياتهم نمطا جديدا سويا في التفكير فانقلبت بذلك أحوالهم و باتوا سادة و قادة و روادا

- يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق