الأحد، 30 يوليو 2017

قــطــر النــدى ــــبقلم الشاعرـ محمد خلف الونيني


قــطــر النــدى
ــــــــ،ـــــــــــ
 محمد خلف الونيني
ـ
غــادَرْتُ أوْراقــي وكلًّ دفـاتـري
ومَضَيْتُ في درْبِ الزّمانِ بلا صَدَى
ـ
ومَـرَرْتُ بالأحْـلامِ أمْـسحُ دمْـعَها 
ومُـواسـيًا تلك الأمـانـي بالنّـدَى
ـ
وجَرَيتُ في سَفْحِ الحـــياةِ لعلّني
أحْظَى بمَنْ جَعلَ الفـــؤادَ مُشرّدا
ـ
خلفي يجــوبُ الدرْبَ يطْلبُ رِبْقَتِي
ضِغْثٌ من الأوهامِ يسْلبُني الغــدا
ـ
مـن نقْـمة الأدْغالِ أخـرجُ هـاربــًا 
لـبراثـن البـيْداء يـدفـعُنـي الـرّدَى
ـ
آوي إلـى فـيْـناتِ فــرْحٍ عــابــرٍ 
فـيجوسُ في ذِكْـرايَ حـزنٌ عــرْبدَ
ـ
ويسـيرُ بي شـوقٌ يُكـبّلُ مُهْـجتي
مـن مَـوْئـلٍ لمـوائلٍ ألْقـَى سُدَى
ـ
فـيُضلُّـني والمـفـرداتُ تـخونـُني
والليـلُ غَـوْرٌ والـقريـضُ تمـــرّدا
ـ
ليهيمَ وجهـي في الوجوه مـُفتـّشًا
من طلْسـمِ الأمــداءِ لا ألـقى مَدَى
ـ
فالقلـبُ سـافـرَ في مـدائن غـربةٍ 
والروحُ هامتْ في الغياهب سـرْمدا
ـ
وتمـرُّ بي عرَّافــةُ الأحــلامِ تسْــ
ـألـُني الـطريقَ إلى المرابدِ والحُدا
ـ
ويـلـوحُ لـي من عـيـنـها مُتَـوَطّدا
سـَفَرٌ سـحيق المنـْتـهى والمبْـتدا
ـ
فأغـوصُ فـي الوجـعِ القديمِ مرددًا:
في الـتيـهِ يا غـبـراءُ دربُكِ صُــفّـدَا
ـ
انْماعتِ الطـرقاتُ في وسـمِ الرُّبـى
واسـْتـوْطـنَ الخـِلانُ أحـلامَ العِــدا
ـ
لا تسـألـي الأيـامَ عـن أوْصــابِـهـــا 
وسلي الرحيلَ متي الرجوعُ إلى الهُدى
ـ
ومتى تعودُ الشـمسُ من خلف الدُّجَى
ومـتـى يُـنَـمّـقُ زهْـرَنا قـطرُ الـندى
ـــــــــــــــــــــone

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق