الأحد، 2 أكتوبر 2016

كثير الشك. بقلم الشاعر عبد اللطيف محمد جرجنازي

كثير الشك..
يكاد الشَّكُّ يفْتك ُفي فؤادي
ويسبحُ خاطري في كل ّوادِ

حبيبة ُخافقي سكنتْ فؤادي
وكان بطبـعِهـا حبُّ التّمادي

فبسمةُ ثغرِها خدَرٌ لروحـي
ونظرةُ عـينِهـا منعَتْ رُقادي

وهمسُ غرامِها أوْدى بصبْري
ألان َبسـِحْـرِ همْسَـتِه عِنادي

وشَـدَّت ْعنْدما نادتْ وَثـاقـي
وصرْتُ أســيرَ أنغـام ِالتّنادي

جـُبِـلْـت ُبحبِّها فغِذاءُ روحـي
إذا قـالـتْ فديـْتـكَ يا مُرادي

فصرْتُ أغار ُمِـنْ نَسَماتِ ليلٍ
على أعطافِـهـا أو ْمنْ وِسـادِ

وأخْشى أنْ يزورَ البيـتَ خِلْصٌ
مِـنَ الأهـليـنَ أوْ باقي العبادِ

وإنْ نامت ْولم ْتشْـعُرْ بطَيْفـي
رأيتُ الكـوْنَ يطْبـِقُ في سَوادِ

أعاتـبـُهـا وماعلِـمَـت ْبأمْـري
عتـابَ مُـزَمْـجـِر ٍصَعْب ِالقيادِ

ويَنـبـضُ خافقي شـَوْقا ًوحُباً
وظنّي قدْ عزمْتِ على البعـادِ

كأنّكِ قــدْ مللـْتِ لـقـاء َحبّي
كأنكِ قدْ سَـئـِمـْت ِمن َالودادِ

كأنَّـكِ بلْ كأنـَّكِ فــي فُـتـورٍ
كأنَّك قـد ْعزمْـتِ علـى الحِيادِ

ألا فـلْـتـَذْكري خفَقان َقلْبـي
كطيْرٍ خاف َمِــنْ ألمِ اصْطِيادِ

ألا ولْتَذْكُري سـيْري بـِلَـيـْلٍ
أخاطرُ غـيـر َهـيَّابِ الأعادي

ألا ولـتـذكري دمعا ًبعَـيْنـي
وكان َلعِشْقِنا دمْعـي مِدادي

ألا ولـتـذكري أنّـي المُعَنـَّى
وطيْفُك ِقـد ْأطالَ مـنَ السُّهادِ

ركبتُ الصـَّعْـب َمُخْتاراً لأنّـي
وجدْتُ القلب َيقْبع ُفي سـوادِ

تركتُ الأهلَ والـجيـرانَ عمداً
أتيْـت ُالحَـيِّ أطـمـعُ بازْديِـادِ

وقَـفـْتُ أمـامَ بابِ الدَّار ِأدْعو
إلـهـي أنْ تُـمَـد َّليَ الأيـادي

فضـنَّـتْ باللّقاءِ ديـار ُحـُبــّي
وعُـدْتُ مُـكَـلَـلا ًفَيْضَ الرَّمادِ

أيـا محْبوبَتي سـَلَّمْتُ أمـْري
إلى منْ بالهوى تَبَلَتْ فُؤادي

سأبْقى إن ْصَدَدْتِ اليومَ عنّي
أطَوِّف ُمـا أُطَوِّفُ فـي البلادِ

على عزْفِ القلوبِ نظمتُ شعْري
ومِنْ هُدْبِ العيونِ أتى سُــعادي

فقالتْ ياحـبـيـبَ الرّوح ِمهْـلاً
فَـدَتـْكَ الداَّر ُقـلـبـي باتـِّقـادِ

ملكتَ جوارحي وأسرْت َقلبي
فأنْتَ النُّور في عيْنَيْ ســُعادِ

فدونـَكَ بابَ بـيـْتـي لاأُبالي
خذ ِالـمِـفـْتـاحَ لاتـأْبَهْ لنـادِ

فمنْ سبَحَتْ ببحْر ِالعشقِ سَكْرى
أتـصـْحـو عـنْـدَ أقــداحٍ لـِصـادِ

فـلسـتُ الصخْرة َالصمَّاء قـلْبـاً
ولسـتُ فَديْـتُ روحَـكَ بالجَمادِ

فأنتَ الفرْحة ُالكُبْرى لقَلْـبـي
وأنتَ العُشُّ للطَّيْر ِالشَّـوادي

إذا كبَتِ الجيـادُ بسـاح ِحربٍ
فما يكْـبـو بسـاحتِها جوادي

عبد اللطيف محمد جرجنازي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق