قصيدة لست حبيبتي
لست حبيبتي فلا تقولي إنّك عدت إليّ
أنا كنت في عيني حبيبتي كلّ الدنيا
وأنت امرأة جبّارة تعاند جبروتي
وترسم لي حدودي
وتشترط في حبّها تهذيبي
لا لست حبيبتي
فما كان لحبيبتي رصانة الصّخرة الجلمود
ولا كان لها عندما تهبّ رياح عواصفي
هدوء الثّبات الرّشيد
أنت امرأة ما عاد يهمّك أن تخسريني
وأنا كنت عند حبيبتي
إيذان كلّ يوم جديد
كنت عند حبيبتي كلّ مكسبها
ودوني لها الغربة وليلها الباكي الحزين
من أنت يا امراة سرقت وجه حبيبتي
وأخفت عني في عينيها مرفأ وصولي
أنت لا تقيمي العدل هكذا بيننا
فأنا متطرّف في الحبّ حدّ الجنون
وكانت حبيبتي توازيني تطرّفا في احتواءجنوني
اما انت فقادرة أن تكملي طريقك دوني
وأن تجعلي عواصفي الهوجاء
دوائر مائيّة على سطح هدوئك
لا لا لست حبيبتي فدعيني أبكي غيبتها
من قهري أمام ما أعلنت من رجوع
لست حبيبتي فمن كانت حبيبتي
كان لا يحلو للرّبيع إلا قلبها
ولا تتفتّح الأزهار إلا من أجلها
ولا يصبح للحياة طعم من دونها
وغيوم الدّمع لا تهطل إلا في حضرة حنوّها
أما أنت فامراة فقدت لونها
وبعقلها نضجت خطاها
لكن لم يعد كالفراشات يرفرف قلبها
أنت امرأة أصبح سيّان عندها
غيرتي أو لامبالاتي
حضوري أو غيابي
صرت معادلة رياضيّة
باهتة الأرقام
صرت صحراء شاسعة
لكن بلا عمار
وقد كنت قصيدتي
التي أحلم كتابتها
وأرضي الخضراء
فلا تدّعي أنّك عدت
بل أنت يا من كنت حبيبتي
أمعنت في الغياب
أمعنت في عذابي
وربّ غيبة منك أتدثّر فيها بذكريات الوداد
من حضور بارد متمنطق
يعلّب المشاعر في صناديق العقل
ويضغط بحر حبي المجنون
في إطارعلى جدار
يصدأ مع الزّمان
ويمكن أن يرمى بذاكرة النسيان
وتدوسه قدماك الواثقتان
وهما تعبران لدروب أوسع من كياني
عودي يا سيّدتي من حيث جئت
ودعيني أموت حسرة
فأنا من حوّلتك من بعد ربيعي شتائي
وأنا الذي لم يحمدك نعمة
فعدت شقائي
لن يجمع طريق بيننا
فأنا لي ذكريات حبيبة أدميت قلبها
أبكيه وجعا لا أطلب منه شفائي
ولك أنت مستقبل العقلاء الأقوياء
بقلم مايا أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق