الاثنين، 3 أكتوبر 2016

أشواك أدمت فؤادي بقلم : محمود عبد الحميد عيسى

أشواك أدمت فؤادي
بقلم : محمود عبد الحميد عيسى
****************************
إلى كل من صارعتهم الأيام وأذابتهم السنين وأكتفو بدموعهم وأبوا إلا يبتسموا ؟
أن في جعبتي الكثير والكثير مما أريد الإفضاء به فكنت أسير على أرض وعرة وأشواك متصلبة .. أدمت فؤادي وأشاعت في نفسي ألما وحزنا .. عميقا ومرارة كادت أن تقتلني ، ولذلك أقول :
يا أخوانى وانتم تعرفون أنفسكم ... أن الحنضل الذي جرعتموني إياه صار عسلا في فمي ، وأن المراوغة التي ارتديتم أقنعتها غدت ثورة في داخلي وأن اليأس الذي حاولتم أن تزرعوه في نفسي شحذانى إرادة عنيدة لا تعرف الملل ولا يتسرب إليها الكلل ...؟؟؟؟
نعم أخطأتم عندما ظننتم أن بأيديكم قتل المواهب والابداع : ولكن لن ولم تقتلوا مشاعري وملكاتي وموهبة قد تسلحت بالإرادة ... والثقة بالنفس ...والإيمان بالله ...سامحكم الله بما اقترفتموه في حقي ... وحق كل مبدع ....؟ فإلى كل مبدع وكل من يريد أن يعبر شاطئ الأمن والإيمان ويسلك طريق الفوز والفلاح ويحقق ما يبتغى من نصر ونجاح ؟ أقدم هذا الفيض : أن تأملي في أحوال الناس من حولي وحياتهم المليئة بالصراع والممزوجة بالقلق والإضراب فلا يهدأ لهم بال ولا يستقر لهم حال .. فإذا جلست إلى من تجهم القدر في وجهه وكشر عن أنيابه . فأخذ يعانى من ضيق ذات السيد وسوء الحال أسمعك أنات وتأوهات وصرخات وزفرات تكاد تحرق من حوله ، وإذا جلست إلى من وسع الله عليه في رزقه . وأسبغ عليه من نعمة .. فأعطاه المال والجاه .. وسمعت منه كذلك .. أنينا وعويلا وسخطا دفينا ..
لأن في بعض جوانب حياته أشياء متعددة ومشاكل ومنغصات .. لا يعالجها المال والجاه .. بل تزيدها
تفاقما وحيرة ويضاعف من تعقيدها ... وتأملت في نفسي فوجدتها لا يستقر لها حال ، ولا يقر لها قرار. إلا في اللحظات التي اقضياها .. بين يدي ربى داعيا أو ذاكرا وأشعر حينذاك بالسكينة تظلني والطمأنينة تغمرني ، والهدوء يشملني وأجد أثر ذلك في معاملتي مع من حولي ...!!!!
تأملت في احتدام الأمر والصراع بين البشر جميعا .. فوجدت أن سببه الرئيسي هو اختلاف المشارب وتعدد المذاهب وتنوع الأفكار والآراء .... كل يتعصب لما يدين به .. ويريد أن يهيمن به ويسيطر حتى في محيط الأسرة الواحدة .. فتجد النزاع المستمر والخصام الدائم بين الأخ وأخيه أو الأخت وأختها وتجد الشقاق الذي لا ينقطع .. قد يؤدى كل ذلك إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح . وليس ذلك ببعيد ... فقد قتل الابن والديه ، وقتلت المرأة زوجها وقتل الرجل زوجته وهذا حاصل وواقع في الحوادث اليومية ...
تأملت شريعة الله التي جاء بها أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ... فوجدتها في مجموعها تقوم كل ما فسد وتجبر ما أنكسر وتسمو بالإنسان سموا يجرده من بهيمنته وتخلصه من حيوانيته .. وذلك أن أخلص لله في عبادته وسلك طريق طاعته ليحقق الغاية التي من أجلها خلق .. ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وبما أن الإنسان يتميز عن الحيوان بالعقل الذي يجعله يتفاعل مع الحياة ويمتزج بها كذلك العبادة لا يجنى ثمارها ولا يشعر بحلاوتها إلا إذا كانت خالصة لوجه الله فتفضي على الإنسان ثوب الخشوع والتذلل . والتذلل ويمزج روحه بخالقه .. فالعبادة الخالصة
هي ملاذ كل مكروب وأمل كل منكوب وشفاء كل مريض خاصة مرضى القلوب .. فأن العبادة الخالصة تجعل المؤمن في مصاف الملائكة ويكون المؤمن لسانه رطب بذكر الله سبحانه وتعالى ..
فأن المؤمن لا يكل ولا يمل .. ولا يفتر ولا يضعف فتصفو روحه وتعلوا همته وتقوى إرادته ويسمو سلوكه ويكون بذلك ربانيا متحررا من الأنانية ( أنانيته ) ومن شهوات الناس ولذات الحس .. فالمؤمن يشعر دائما بالتقصير كلما زل ويرجع إلى الله كلما أذنب .. فله ضمير يؤنبه إذا اتيحت له الشهوة الحرام فيدعها حياء من الله وحرصا على أن يظله الله في ظل رحمته يوم لا ظل إلا ظله .. وإذا اتيح له المال الحرام عن طريق الرشوة أو استغلال المنصب أو غير ذلك فأنه يرفضه راضيا بالقليل قانعا بالحلال.. موقنا أن كل جسم نبت من حرام فالنار أولى به. وفكرت وأطلت النظر في ما يضئ لي الطريق ويوصلني بعون من الله إلى معالجة النفس البشرية من القلق والصراع والتو زغ الذي سيطر عليها واستولى عليها . وجدت الطريق الوحيد في معالجة النفس البشرية بالتقرب إلى الله والاذلل له والإخلاص في عبادته وأخيرا أقول أنني لم أت بجديد غير أنى تأملت وفكرت في عظمة الخالق سبحانه وتعالى . وحسبي الله وكفى فأنى لا أبتغى بذلك إلا وجهه . ففروا إلى الله ناجين بأنفسكم قبل أن يأتي يوم لا رجعة فيه .
وشكرا
بقلم
محمود عيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق