معزوفة على أوتار مواجع الغياب
..
تعالي حبيبة قلبي رجاء
أعيدي ـ حنانيك ـ نفخة روحي
أعيدي لهذا الخراب الحياة ..
أنا قصة من مآس ..
أنا كوكب من سراب
أنا ملجأ للمواجع والانكسار
أنا غمّة و عذاب
فمذ كنت طفلا
أماتوا بعينيّ نور الصّباح
و في المهد قبل فطامي المبكر
هم كسروا دون رحمى الجناح
لكيما أظل قعيدا ألملم فيَّ الجراح
فكيف أطير ..
و كيف أغنّي مواويل عشقي إليك
الى الأمسيات بتلك البطاح ..؟؟
أنا يا حبيبة قلبي
يحاصرني ألف قيد
و ينبحني ألف كلب
و يرعبني الليل أنّى نزلت
لأني غريب ..
تضيع الخرائط في مقلتيَّ
و تمحو العواصف كلّ المعالم
تعفو دروبي على دمدمات الرياح
رهيب هو السوط
حين يدمّر فينا الأنا الفرد
يصنع منها ألوفا
يراضي بذا خفرا و طغاة
رهيب هو السوط
حين يحطّ على ظهر طفل بريء
مواكب موت
و أشرعة للضياع
و ينقش بين ضلوع
تأجّج نار ..
و آت تغشيه أسداف ليل مهول
بدون عيون ..
بلا أمل في انبلاج الصباح
تعالي رجاء ..
فمذ غبت أنت
استحالت حياتي جحيما
و لم ترقص الشمس
لم تلغ في عرصاتي طيور المحبة
و الانشراح
و مذ غبت أنت
ذوت في رياضي الزهور
و أيبس لفح اشتياقي طريّ الغصون
أنا زورق في خضم بعيد مهول
تقاذفه الموج ..
كسّر كل المجاديف
أظلم في وجهيّ الكون
قطّع كل خيوط الإياب
تعالي رجاء ..
فقد كنت لي أملا قدسيّا
يسافر بي في فضاءت عشق جميل
و يبعدني عن مآسي الوجوه الكئيبة
يقطف لي زهرتين
و يبدع لي أمنيات عذاب فساح
و يبسط لي فسحا من حنين
تعالي ..
أعيدي أليّ أيا نبضة القلب ذاتي
فإني بعيد الرحيل خراب
يحيط به فدفد من سراب
......
بقلم الشاعر النجدي العامري
05/05/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق