الاثنين، 7 مايو 2018

( رنين الماضى ) .....قصه قصيره ....بقلم صلاح الشيخ

( رنين الماضى )
.....................

بدأت الشمس ترحل نحو أحضان الغروب تتوارى خلف بركان السحاب الدامي ، تحجب أشعتها الأخيره صفحة الليل الحزين ، ويغوص الكون فى ظلام دامس ، اليوم هو كالأمس فلاجديد ، والوقت يمر ببطىء شديد ، وهناك على أطراف المدينه الساحليه القديمه ، وكعادته اليوميه ، كان يجلس على كرسيه المتحرك بجوار النافذة المطلة على حديقة منزله ، كانت جوارحه ساكنه كسكون الليل ، كسكون الصخرة الصماء فى حضن الجبل ، تداعب عقله الشارد ومضات القمر الذهبيه ، تحلق بروحه بين ذكريات الماضى تتلمس نسمات زهرته البريه ، وككل ليله ، ورغم مرور أعوام عديده ، مازال ينتظر بجوار هاتفه القديم ، وفجأة يخترق رنين هاتفه سكون الليل ، ينظر إليه ، يتساءل فى زهول ، هل هذا هو رنين المحمول ، تدور نظراته فى المكان ، ينظر الى الحديقه ، الى أشجارها العالية العتيقه ، الى السماء وغيومها الكثيفه ، ويعيد على نفسه نفس السؤال ، هل هذا هو الاتصال ، ورنين الماضى المحال ، يستجمع روحه العالقة بين ماضيه الممزق واطلال واقعه الألـيم ، وبحروف متقطعه خاصمت كلماته الغارقه بين أمواج حطمها حض الشطآن ، يرسل اولى كلماته ، يهمس فى اذن المحمول ، الـ مـ تـ صـ ل من يكون ، قالت أنا هى ، قال أ انـ تِ هـ ى ، قالت نعم أنا هى وأنت أنت ، قال وقلبه يحبس آهات جراحه ، أنا لا لست أنا ، قالت بل أنت ، أنت الذى بدأ الخصام ، قال بل أنا بقايا من حطام ، قالت لاتكون الخصم والقاضى ، قال لم أكن يوماً خصماً ولاقاضى ، فقرار من كان السفر كان الرحيل ، وكان الفراق لوصلى البديل ، قالت دع الماضى للماضى ، قال سيدتى أنا الماضى العليل ، عابر سبيل ، تاه فى بحر السراب بلا دليل ، ومزق قلبه سهم الرحيل ، وفى تلك اللحظات كان يواكب حديثهما أحداث جسيمه ، غيرت وجه المدينه ، ضربت شوارعها الهادئه عواصف رعديه ، تنذر بوقوع كوارث وسيول ، وتدمير مزراع وحدائق وحقول ، عفواً نفـذ رصيد المحمول ، نفـذ رصيد الماضى ورصيد الحب المجهول .
○ قصه قصيره ................................ صلاح الشيخ ○

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق