(عاشــــــــقان في عتمة الليل )
********************
أي أوتار يمكن أن تغنيك بل أي من مزامير داؤود يمكن أن ترتل اسمك المسكون في غور النفس تتنفسه النجوم ويلمع منه أديم السماء ، برضابك تبرد حرارة القلب ، وبك تميض النجوم توهجاً في سماء العاشقين ،
عاشقان أنا وأنتِ ، والبحر يغني لنا من بعيد ، وهمس العذارى معزوفات تزف إلينا عبر أسلاك الأثير جمال لغة مستحكمة بين الوجود وقلبك الطفولي وصدرك المكتنز بالجمال .
في مسائي أترنم بصلاة الشوق إليك فتقبليني قبلة الخلود ،وتقيمين قداسك في ليلي فاقيمه مهللاً بسحر جمالك الفريد ،
دعيني أتلو في هذا المساء شرع الغرام على مسامع النجوم ، وأقرأ سفرك تنهيدة العاشقين .
في سكينة الليل تبيح لك القلوب أسرارها ، وتتأوه حرارة الأنفاس قلوب السهارى .
تحدثي حبيبتي فلم يعد سوانا من عاشقين فقد أسكر النعاس كل سكان القرى ،لقد حاكت السماء من عتمة الليل رداء كثيفاً تضطجع عليه القرى لتنام مثخنة بتعب النهار لنبقى في وحدتنا هذه نتقاسم كل أسارير العشق .
اقتربي معشوقتي ودعي أنفاسك الحارة تزيل الثلج عن قلبي ، فكل المخلوقات قد غطت في نوم عميق ،وذاك القمر ااذي يشبهك قليلاً لولا كلف به التثم نقاباً من سحب السماء كي يترك لنا قصة من الشعر وفصول من الذكريات
إقتربي فليست الأيام والليالي غير دقائق ستتلاشئ مثل أشعة غروب وينتهي بنا المطاف ، وسنودع كل مانحب عندها ستبكي علينا ثواني الذكريات وسترثينا الليال اليتيمة التي أدمنت نبيذ هوانا .
إن وجودك بجانبي في عتمة هذا الليل شعاعاً ممتد في الأعماق وسلك معدني يضيئ قبة السماء فتشرب من مجرته ضوءاً هو وجهك القمري خضب الكون ضياء ، وكلله حللاً من شفق ثغرك التي تكتحل منه الكوانس في أهدابها سحرا.. ،
عندما يلوح وجهك تتبعثر النجوم في هذا الليل فتبدو كأنها بقايا البرق المتكسرة على أديم السماء ، يتبسم ياقوتك فيلوح منك زهى قمر يتدلى على شرفات الفضاءات في مسائها فتشد إليها كل من في الوجود .
أيتها الفاتنة أسر جمالك الأرض والسماء فصار هذا الليل لك وحدك من بين كل كائنات وحوريات الدهر
فدعيني أتشب
بجمــــال ورد الخدود
وبنرجــــس عينيك
وشقيــــــــــق فمك
وصـــــدرك المكتنز
وأنوثــــــتك المفخخة بالثمار ..والرطب جنيات
جنيات ..
في كل الفصول وحدها
باقية ..
ودعيني أسبح بملكوت جمالك الآسر الذي لاينتهي...ضميني في حناياك ودعي السماء تسقط نيازك من جحيم الشوق في كل الأرجاء...
**************
الأستاذ / عارف محمد الهجــــري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق