كن كغصنِ الروابي
تبسَّمْ وافترِشْ عُشبَ الرَّوابي .....
وهلِّلْ للغمائمِ والسَّحابِ
وغرِّدْ مع طيورِ الحقلِ لحناً .....
يَهزُّ بشجوِه صخرَ الهِضابِ
تأمَّلْ ما تراهُ بعينِ حبٍّ .....
وما يُخفى بطيَّاتِ الحِجابِ
ودعْ عنك التَّذمُّرَ والشَّكاوى .....
ولا تأبهْ لأشواكِ الوِصابِ
تمايلْ وانطربْ مع كلِّ غصنٍ .....
تُغازلُه نُسيماتُ الغِيابِ
ومثلَ الغصنِ لا تقلقْ ورحِّبْ .....
بعصفِ الرِّيحِ تضربُ في العبابِ
إذا انقصفَتْ أواصِرُهُ تهاوى .....
على الغبراءِ من دونِ انتحابِ
وأسلمَ ما تبقَّى للتَّلاشيِ .....
قنوعاً راضياً دون اضطرابِ
فلا آهٌ تعذِّبُهُ وتُملي .....
عليه تساءُلاً مرَّ الجوابِ
إلى المجهولِ يمضي بارتياحٍ .....
ويَقبلُ بالمصيرِ بلا عِتابِ
جلودٌ لا تُؤرِّقُه الرزايا .....
خليُّ البالِ من وخزِ ارتيابِ
بلا حقدٍ يعيشُ يفيضُ حبَّاً .....
وينأى عن تباريحِ العذابِ
ولا طمع يمزِّقُه صِراعاً .....
ويرضى هانئاً بقَضا الكتابِ
فكنْ كالغصنِ يُزهرْ ثمَّ يَذوي .....
يذوبُ مخمِّراً وحلَ التُّرابِ
يُغذِّي من ثراهُ كلَّ حيٍّ .....
ولا يهفو لأجرٍ أو ثوابِ
عليه الطيرُ يصدَحُ بانتشاءٍ .....
وفيه الدُّودُ ينخرُ لاكتسابِ
ومنه الأرضُ تصنعُ كلَّ رزقٍ .....
وتُحيي العُشبَ قوتاً للدَّوابِ
فمنها نغتذي جسداً وفكراً .....
ويبقى خالداً غصنُ الرَّوابي
ستغدو خالداً إن صرتَ غُصناً .....
تجودُ على الأنامِ بلا حِسابِ
تذوبُ لتنتشي في كلِّ قلبٍ .....
وتُبعثُ في الضَّمائرِ واللُّبابِ
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق