أنا المدفونُ حياً
قبل ميلادي
حين هالوا عليَّ السَّرَاب
و أهلَّوا و أستهلَّوا فرحاً
يوم جئتُ إلى الدُنيا بِقلبٍ لُباب
يوم ألقوا جثتي في المهدِ نائحاً
كَورقةٍ بيضاء ناصع البياض
سقَطْتُ مِن رَحِم أمي خالي الوفاض
مِن كُلِّ زيفٍ و قبحٍ يملأ الواقع
مِن دون أحكامٍ أو شرائع
و يوم استعبدوا حُريتي
وتعبَّدوا لله في أذيتي
فَلَّوثوا سجيتي
علَّموني ما لا أريد
ملؤا رأسي بِما لا يُفيد
حتى صيَّروني مِثلَهُم كَالعَبيد
ألبَسوني ثوبَ الخضوع
وعلَّموني طقوس السجودِ و الركوع
و حبَّبوا لِقَلبي البكاء و الخشوع
و أدخلوني مَعبَداً مُتخماً مُضاءاً بالشموع
كُلُّ ما فيهِ لا يَعرفُ الفقر أو الجوع
ومن أجل إضافة القُدسيّة
شيدّوا أعلاه قبةً ذهبيّة
هُنا حَيث تُسلب العقول
وتُملأ الرُّؤوس بالَّلامعقول
و تُدفن الأرواح ويُقتل الفضول
وتسيل الدماء كالسيول
فأين قَلبي اللُّبَابُ ؟
مِن كُلِّ هذا الخرابُ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق