قطرُ النَّدى (55)
راحلةُ الشّوق
يجتاحُ الكونَ بعِطرهِ الذّكيِّ
يسكنُ الليلَ بحسنهِ
يوقِظُ الورودَ من غفوتِها
يحملُ الشّوقَ
على راحةِ نسمةِ منتصفِ الليلِ
***
يُغرّدُ للزّنابِقِ تغاريدَ الوصلِ المُبارَكِ
يشدو لِقُبَّرَةِ النّهارِ
أعذبَ الألحانِ
يُغنّي للفجرِ الآتي أغنياتِ الفَرَح
يتوضّأُ بماءِ الوردِ لِلِقاءٍ مَهيب
***
يكتحلُ بالحنينِ
يُرَتِّلُ تراتيلَ العُمرِ البهيِّ
يُرَنِّمُ للضُّحى ترانيمَ الحياة
يُساهرُ البدرَ
يُمعنُ في عينيّ نجمةٍ شرقيّةٍ
يخطُّ لها سِفرَ الأبديّة
برمشِ الهوى
***
يرسمُ وجهَ الشّمسِ
على جذع سنديانةِ العُمرِ
ينقشُ اسمَها
آياتٍ بيّناتٍ مِن الهدى
يبني لها قصراً
من ياقوتِ الرّوحِ ولؤلؤ المحارِ
***
يصوغُ عقداً مِن خيوطِ الضّوءِ
لِنحرها الجميلِ
وخاتماً من عاجِ الودِّ
يُسرجُ لها الدّروبَ بمصابيح الوجدِ
***
يغفو على ذكريات الأمسِ
يحلمُ بالغدِ الآتي
لغيمةِ عاشقَةٍ للأرضِ العطشى
أثمَلَها الشّوقُ
ترنو للهطول
د. بسّام سعيد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق