الأربعاء، 27 يوليو 2016

تخوم مملكتى .......... قصة قصيرة ......... بقلم // جمعه يونس //



تخوم مملكتى 
..........
قصة قصيرة ......... بقلم // جمعه يونس //
..............................................
هيئتى لم تكن رثة كثيرا ... لكنها لم تكن تعجب الكثيرون ...اخلاقى كانت دمثة ...لكنهم كانوا بقطعون سيرتى اثناء غيابى فى جلساتهم السرية ...يتهمونى دائما باننى عصبى ... بينما انا لا ابالى بهم ...تترفع اخلاقى 
عنهم ..وادعوا لهم فى صلاتى ...اتهمونى باقبح الصفات التى كانوا هم ياتونها خلسة
اصقائى قليلون هم ..
ورغم ذلك يثيرون اعصابى ..يثرثرون كثيرا حولى وانا صامت انظر اليهم فى بلاهة ..بينما هم ياكلون دماغى ...عندما اتركهم احس انهم سرقوا راسى ..وانا اخطوا فى الطرقات عابثا ..فى تكاثل وكانى احمل فوق اكتافى كرة من الجلد ..
اعود الى 
تخوم مملكتى البسيطة ..
اتناول فنجان من الشاى ...لعله يعيد لى راسى المسروقة ..
على المنضدة تطل على غادة السمان بعينيها الواسعة كانها تدعونى لان ابحر معها فى رواية ( ليلة المليار )(1)
بينما انا ابتسم لها فى مرارة وغيظ !!
كيف يحلم مثلى بهذا وانا جائع ؟..
لا املك فى جيبى وجبة افطار الصباح ..!!
اتكىء على وسادتى المهترئة ..
وانا انحى كتابها جانبا ..وابحث عن اخر يقضى معى ما تبقى من الليل ...يلهينى حتى الصباح ..
اشعر بالغثيان الشديد نتيجة الجوع 
اعثر على المنضدة على كتاب ( لوركا . شاعر الاندلس )(2)
تعالى انت تشبهنى تماما 
انت قتلك الجنرال فريدرك وانت تغرد فوق جبال غرناطة كطائر النورس ..ولم تكن تعلم انه يتربص بك 
عند الفجر 
اشعل اخر سيجارة والغثيان يذداد 
اتخيل لوركا وهو مسجى بعد طالته رصاصة الغدر ..والطيور تطوف حوله وهى تنوح بعدما كانت تغرد 
اشتعلت الوسادة بعدما سقطت عليها زهرة السجارة الملعونة 
قفزت من مكانى هلعا مذعورا كى اطفىء النيران ..قبل ان ياتى الفجر ويجدونى قتيلا مثل صاحبى الثائر لوركا 
فى تخوم مملكتى البسيطة 
................
بقلم // جمعه يونس //
24 يناير 2008
(1) ليلة المليار ...رواية غادة السمان 
(2) لوركا . شاعر الاندلس ..ماهر البطوطى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق