(سفين العمر)
للشاعر خالد العطار
أيتها السفين الراسية على صخرى
حملتك بالحب فى تحنان امواجى
فى دلال يتمايلُ خصرُك على ظهرى
كم سألت النسيمَ القادمَ فى العباب يسرى
أين الحبيبُ الغائبَ من تعداد عمرى
فتجيبنى الامواجُ العاتياتِ :-
...................................أولا تدرى؟
أنا العاتياتُ قاهرةُ البوارجِ
وهواك سيدى قد اعتاد قهرى
فسفينُك قد ضاق مرساه
ورصيفُك قد بلغ من لدنها عذر
رحلَت سفينُك عند مطلع الفجر
فى كبرياءٍ تشق منا القلبَ والصدر
رحلت وتركت فى القلب إرثَها
وإرثُ البعدِ جذوةً من الجمر
هجرت فى الحبِّ شاطيئك
وأى لوعة تلك التى تشقيك فى الهجر
فسفينك سيدى مرساها جانبَ النهر
والنهر رقراقُ
وماؤك يا بحرُ صار أمرُّ من الصبرِ
أياااااااااااا موجى على مهلٍ
كفانى ما لقيتُ من سفين عمرى
رحلت بارجتى صوب النهر
وغدا يجف نبع الهوى
وتلقى ما تلقاه من غدر
وأمواجُ النهرِ أكفانُ
وما يحمل السفينَ سوى أمواجِ بحرى
فأنا البحرُ رأسى شامخا بالسما
وسفينُك مآبه حطامُ على الصخرِ مذرى
تمر السنونَ تلو السنون وأنا
على العهد مصطبرا حينا من الدهر
الآن قد حصحص الحق
ولاح فى دجى الليل أمرى
مهما شقوتُ فى هواها
فأنا اليمُّ كبيرا واسعَ الصدر
ألا يا موجى رفقا بها
وكفانى فى الهوى حبُّها العذرى
فغدا تأتى وقد تحطمت أحلامُها
ومن يضمِّد جُرحَها سوى قلبى مع الصبر
ولسوف ترسو بالحب سفينتى
ولأحطمن من جيدها قبضة الأسر
وستعود سفينتى تتبختر فى دلالها
تشتاق شاطئى عند بسمة الفجر
وجموع الطير تبارك بالحب جمعنا
وأريج العطر فواح يتراقص مع الزهر
خالد العطار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق