ا
للقاء الأخير..قصة قصيرة الفائزة بالمركز الاول بمجلة الكاتبة دلال أحمد الدلال ( المقدمة للكاتبة دلال أحمد السيد )
~~~~~~~
جلستْ شاردة تردد كلماته الأخيرة، وكأنها في عالم آخر حزينة تتساقط دموعها كشلال منهمر، فهي مازالت لا تصدق أنه قال هذه الكلمات:حب؛ إعجاب؛صداقة ،مهما كان ما بيننا لابد أن ينتهي... كلمات قالها ومضى ،ولم يعرف وقعها على نفسي وكأن زلزالا هزَّ جسدي ، ودمَّر مشاعري، وكأنني سفينة ارتطمت بصخور الحقيقة ..،نعم صخور الحقيقة ،فكل المشاعر التي تكونت بداخلي كجنين ينمو لمدةعام لم يدركها ؛لم يدرك حبي له ،شعرتُ أنني تائهة وأنا أعدو خلف أحزاني عائدة إلى الماضي ؛ إلى عام مضى ظننت فيه أنني أسعد إنسانة على وجه الأرض ،ولكنها كانت مجرد لعبه.. ؛لعبة يلعبها من حين إلى آخر .
.........
........
تعايشت منى مع الجرح الذي ما اندمل أبدا ،فهي تنكته بين الحين و الحين ،من وردة محنطة بين دفاترها ..من خيوط أمل متشابكة بذاكرتها ..من بسمات مرسومة عالقة على صفحات متناثرة ..من خيال سارحٍ في صفحة ليل طويل ..
عاشت حاضرها بنكهة ماضٍ ، و المستقبل فيه مظلم معتم غير آبهة و لا مهتمة له ..أدمنت كل متعلقاته ..كل جزئياته .تُرى،لٍمَ لمْ تصدق أنه خائن غدار ؟؟ لِمَ لمْ تؤمن أنه جبان محتال ؟؟لِمَ كل هذا الإصرار على إبقائه بين ثنايا الروح ..و بصماته على جدران الأيام تتحسسها بحرقة و آلام..
قضت أيامها منشغلة بهموم الآخرين .تعود مريضا ..تسعف جريحا ..من مستشفيات أطفال إلى دور العجزة ..
كانت تجد راحتها في عمل الخير فهي أكثر الناس معرفة بمدى الألم الذي يسببه الموت و المرض
تيتمت صغيرة و كفلتها جدتها التي ما لبث الخبيث أن ألمَّ بها و بعد عناء الاستشفاء و جلسات العلاج الكميائي ..أدركتها رحمة من الله فلحقت بمن سبقوها ..
و ظلت هي مواظبة على زيارة المرضى- و ما شعرت بالسنوات الخمس التي مرت -..توطدت علاقتها بمن هناك ممرضات و مرضى ..
حضرت كالعادة ..مرت على الغرف ..تمسح دمعة عجوز ..تلاطف صغيرا .
استرعى انتباهها وجوم على صديقاتها الممرضات يتهامسن في حزن و أسى ..
سألت :
-ما بكن على غير العادة ؟؟
- توفي مريض في الجناح الآخر ..
- الموت هنا أمر اعتيادي..فلِمَ كل هذا الحزن إذن ؟؟؟
- مريض استثناء...في مقتبل العمر ...مثقف ..خلوق ..لا من يزوره ..
- و عائلته ؟؟؟
-أخت وحيدة متزوجة خارج البلدة.
- - زوجته ؟؟أولاده ؟؟؟
- - لا زوجة له و لا أولاد ؟؟
- - لماذا ؟؟
- - ورم خبيث بالدماغ منذ مدة ..تسبب له في عجز .و شلل نصفي
في الأثناء ،دخلت سيدة بوجه مصفر و عينين دامعتين ..استرعت انتباه منى ..ملامح غير غريبة ..
اتجهت نحوهن و سألت ..علمن أنها أخته فرافقنها إليه ..
كانت منى أول من دخل الغرفة مسرعة الخطى مرتجفة .. أزاحتْ الغطاء عن وجهه
نظرت إليه.. ذهلتْ .. صُعقت ..جحظتْ عيناها ..سقطتْ مغشيا عليها..
.......
بقلمي :خديجة قرشي
للقاء الأخير..قصة قصيرة الفائزة بالمركز الاول بمجلة الكاتبة دلال أحمد الدلال ( المقدمة للكاتبة دلال أحمد السيد )
~~~~~~~
جلستْ شاردة تردد كلماته الأخيرة، وكأنها في عالم آخر حزينة تتساقط دموعها كشلال منهمر، فهي مازالت لا تصدق أنه قال هذه الكلمات:حب؛ إعجاب؛صداقة ،مهما كان ما بيننا لابد أن ينتهي... كلمات قالها ومضى ،ولم يعرف وقعها على نفسي وكأن زلزالا هزَّ جسدي ، ودمَّر مشاعري، وكأنني سفينة ارتطمت بصخور الحقيقة ..،نعم صخور الحقيقة ،فكل المشاعر التي تكونت بداخلي كجنين ينمو لمدةعام لم يدركها ؛لم يدرك حبي له ،شعرتُ أنني تائهة وأنا أعدو خلف أحزاني عائدة إلى الماضي ؛ إلى عام مضى ظننت فيه أنني أسعد إنسانة على وجه الأرض ،ولكنها كانت مجرد لعبه.. ؛لعبة يلعبها من حين إلى آخر .
.........
........
تعايشت منى مع الجرح الذي ما اندمل أبدا ،فهي تنكته بين الحين و الحين ،من وردة محنطة بين دفاترها ..من خيوط أمل متشابكة بذاكرتها ..من بسمات مرسومة عالقة على صفحات متناثرة ..من خيال سارحٍ في صفحة ليل طويل ..
عاشت حاضرها بنكهة ماضٍ ، و المستقبل فيه مظلم معتم غير آبهة و لا مهتمة له ..أدمنت كل متعلقاته ..كل جزئياته .تُرى،لٍمَ لمْ تصدق أنه خائن غدار ؟؟ لِمَ لمْ تؤمن أنه جبان محتال ؟؟لِمَ كل هذا الإصرار على إبقائه بين ثنايا الروح ..و بصماته على جدران الأيام تتحسسها بحرقة و آلام..
قضت أيامها منشغلة بهموم الآخرين .تعود مريضا ..تسعف جريحا ..من مستشفيات أطفال إلى دور العجزة ..
كانت تجد راحتها في عمل الخير فهي أكثر الناس معرفة بمدى الألم الذي يسببه الموت و المرض
تيتمت صغيرة و كفلتها جدتها التي ما لبث الخبيث أن ألمَّ بها و بعد عناء الاستشفاء و جلسات العلاج الكميائي ..أدركتها رحمة من الله فلحقت بمن سبقوها ..
و ظلت هي مواظبة على زيارة المرضى- و ما شعرت بالسنوات الخمس التي مرت -..توطدت علاقتها بمن هناك ممرضات و مرضى ..
حضرت كالعادة ..مرت على الغرف ..تمسح دمعة عجوز ..تلاطف صغيرا .
استرعى انتباهها وجوم على صديقاتها الممرضات يتهامسن في حزن و أسى ..
سألت :
-ما بكن على غير العادة ؟؟
- توفي مريض في الجناح الآخر ..
- الموت هنا أمر اعتيادي..فلِمَ كل هذا الحزن إذن ؟؟؟
- مريض استثناء...في مقتبل العمر ...مثقف ..خلوق ..لا من يزوره ..
- و عائلته ؟؟؟
-أخت وحيدة متزوجة خارج البلدة.
- - زوجته ؟؟أولاده ؟؟؟
- - لا زوجة له و لا أولاد ؟؟
- - لماذا ؟؟
- - ورم خبيث بالدماغ منذ مدة ..تسبب له في عجز .و شلل نصفي
في الأثناء ،دخلت سيدة بوجه مصفر و عينين دامعتين ..استرعت انتباه منى ..ملامح غير غريبة ..
اتجهت نحوهن و سألت ..علمن أنها أخته فرافقنها إليه ..
كانت منى أول من دخل الغرفة مسرعة الخطى مرتجفة .. أزاحتْ الغطاء عن وجهه
نظرت إليه.. ذهلتْ .. صُعقت ..جحظتْ عيناها ..سقطتْ مغشيا عليها..
.......
بقلمي :خديجة قرشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق