الثلاثاء، 9 فبراير 2016

[14] ترسيم الحدود بقلم: يحيى محمد سمونة


[14] ترسيم الحدود
بقلم: يحيى محمد سمونة
ترسيم الحدود هو عنوان فصل من كتابي [ نظرية النطق ] و فيه أتناول مسألة العلاقات التي يقيمها الفرد من الناس مع نفسه، أو مع خالقه ـ جل و علا ـ أو مع الناس كافة؛ و فيه أرسم الحدود التي لا يجوز تجاوزها عند إنشاء تلك العلاقات بحيث يضمن الواحد منا لنفسه حياة سليمة و سوية و مستقرة.
ـــــــ
كنت قد وعدتكم أن أبين لكم دور المفردة العربية في تبليغ العلم حيث تقف سائر اللغات دون العربية عاجزة عن الإفصاح عن العلم و حقيقته
أيها الأحباب:
في منشوري السابق قلت لكم أن العلم يحكي قصة الحركة التي تكتنف الأشياء التي يتعامل بها و معها الإنسان؛ و طبعا فإن المراد بـ [ بها و معها ] أي: 1- الأشياء التي لها هيئة و قوام ـ كأي شيء مادي محسوس أو ملموس ـ 2 - الأشياء التي هي مجردة عن حس أو لمس مادي كالحب و الكره و المجد و العز و غير ذلك كثير جدا فهذه الأشياء التي يتعامل بها و معها الإنسان لا يعرف لها هيئة أو قواما، بل هي من الأشياء المجردة التي لا يمكن إدراك كنهها و لا يمكن معرفة حدودها [ قلت: القوام في لغة العرب: شيء نوعي متماسك له حدود و أبعاد. و يراد بكلمة نوعي ، أي: لكل شيء قوامه المستقل الذي يميزه عن غيره]
أيها الأحباب:
بخلاف لغات العالم أجمع فإن لغة العرب تلحظ في مفرداتها مسألة الحركة التي تكتنف الأشياء التي نتعامل بها و معها. و لتوضيح هذا الكلام يسعدني أن أقف معكم بضعة وقفات:
1- لا يخطرن ببال أحدكم وجود شيء خلا من اسم أو نعت أو دور يقوم به في الوجود.
2- ثمة تلازم حتمي و قطعي بين الشيء و حركته بحيث تتحقق الغاية من إيجاده من غير أن يكون وجود الشيء في الوجود عبثا،أو عبئا،أو شيئا لا معنى لوجوده!!
3- الأحداث الناجمة عن حركة الشيء
ليست أحداثا اعتباطية أو جدلية! و إنما تجري الأمور في الوجود بقدر و بمقدار و بتقدير !! بحيث لا تجد شيئا يسبح في الوجود من غير أن يكون له ذلكم الدور الذي يقوم به بدقة و إتقان شديدين.
أيها الأحباب:
الوقفات التي ذكرت لكم تؤكد: سبب
كون لغة العرب وحدها هي لغة العلم؛ و سر ذلك: أن الله تعالى إذ خلق الأشياء الكونية كلها، و إذ منحها اسمها و نعتها و حركتها،و إذ علم آدم الأسماء كلها،و إذ أنزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين، فذلك كله يعني أن هذه اللغة تحكي قصة حركة الأشياء الكونية أي: وحدها تحكي قصة العلم.
و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق