الخميس، 26 نوفمبر 2015

شؤون صغيره بقلم / أمير الكلمات

شؤون صغيره
بقلم / أمير الكلمات

تمرين بها أنتِ .. دون التفات
تساوي لدي حياتي
جميع حياتي..
حوادث .. قد لا تثير اهتمامك
أعمر منها قصورى
وأحيا عليها شهورى
وأغزل منها حكايا آثيرة
وألف سماء .. وألف جزيره
شؤون .. شؤونك تلك الصغيره ...
فحين أدخن أجثو أمامك
لقطتى الطيبه ..
وإلى الحنان
ألاحقك مزهو معجب
خيوط الدخان
توزعها في زوايا المكان
دوائر.. دوائر
وترحل في آخر الليل عني
آنجم، آطيب مهاجر
وتترآئي يا حبيبتى حياتي
لرائحة التبغ .. والذكريات
وأبقى أنا .. في صقيع انفرادي ..
وزادي أنا .. آل زادي
حطام السجائر ..
وصحن .. يضم رماداً..
يضم رمادي...
وحين أكون مريض ..
وتحملى أزهارك الغاليه
حبيبتى إلي
وتجعلى بين يديك يدي
يعود لي اللون والعافيه
وتلتصق الشمس في وجنتي
وأبكي .. وأبكي .. بغير إراده
وأنتى تردى غطائي علي
وتجعلى رأسي فوق الوساده
تمنيت كل التمني .. حبيبتى.. لو أني ..
أظل .. أظل عليل ..
لتسألى عني ..
لتحملى لي كل يوم وروداً جميله .
* * *
وإن رن في يدى الهاتف
إليه أطير ..
أنا .. يا حبيبتى الأثير
بفرحة طفل صغير
بشوق سنونوةٍ شارده
وأحتضن الآلة الجامده
وأعصر الهاتف بيدى
وأنتظر الصوت .. صوتك يهمس عليّ
دفيئاً.. مليئاً.. قويّ ..
آصوت نبيّ..
آصوت ارتطام النجوم ، آصوت سقوط الحلي
وأفرح.. وأفرح .. لأنكى فكرتى فيّ ..
لأنك من شرفات الغيوب .. هتفتى إليّ ..
ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب ..
لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب..
تمدّ أصابعك المتعبه
إلى المكتبه ..
وأبقى أنا في ضباب الضباب
أبقى سؤال بغير جواب
أحدق فيكى .. وفي المكتبه ..
آما تفعل القطة الطيبه ..
تراك فهمتى؟
تراك عرفتى ؟
بأني جئت لغير الكتاب
وأني لست سوى مدعى الكتاب!!.
.. وأمضي سريعاً إلى مخدعي
أضم الكتاب إلى أضلعي
كأنى حملت الوجود معي ..
وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور
وأنبش بين السطور ، وخلف السطور
وأعدو وراء الفواصل .. أعدو وراء نقاط تدور
.. ورأسي يدور ..
كأنى عصفور جائع
يفتش عن فضلات البذور
لعلك يا .. يا حبيبتى الأثير
تراءت بإحدى الزوايا .. عبارة حب قصيره ..
حديقة شوقٍ صغيره ..
لعلك بين الصحائف خبأت شييئا
سلاماً صغيراً .. يعيد السلام إليا ..
.. وحين نكون معاً في الطريق
وتأخذى – بكل قصد – ذراعي
أحسُّ أنا يا حبيبه
بشيٍّ عميق
بشيٍّ يشابه طعم الحريق
على مرفقي ..
وأرفع كفى نحو السماء
لتجعل دربي بغير انتهاء ..
وأدعو.. وأدعو.. بغير انقطاع ..
لكي يستمر الطريق..
وحين أعود مساءً إلى غرفتى..
وأنزع عن كتفى معطفى..
أحس – وما أنت في غرفتي –
بأن يديك ..
تلفان في رحمة مرفقي ..
وأبقى لأعيد يا حبيبتى
مكان أصابعك الدافئات
على كم معطفى الأزرق ..
وأدعو .. وأدعو.. بغير انقطاع
كأن ذراعي ليست ذراعي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق