الجمعة، 6 نوفمبر 2015

وطني للشاعر الكبير / صبحي ياسين


وطني
للشاعر الكبير / صبحي ياسين
--------

سقـطَ الحصـانُ وأقفـرَ المـيـدانُ=ومشـتْ تعـضُّ شفاهَهـا الفرسـانُناديتُـهـا قـبـلَ الـنِّـزالِ بأنـنـا=تحت السيـاطِ مصيرُنـا الخسـرانُستـونَ عامـاً لا يُـشَُّـد زِمامُـهـا=إلا وفـوق ظهـورِهـا الخصـيـانُستون عامـاً لا نبـوحُ بمـا نـرى=إلا وقَــصَّ شفاهَـنـا السلـطـانُستـون عامـاً فـي مـدارِ حقولهـا=أبـداً نجـوعُ لِتَشْـبَـعَ البـعـرانُستـون عامـاً مـن قصـورِ أكفِّنـا=رَبَتِ القصـورُ "وربـرب" الغلمـانُأذكـورةٌ هـذا الـذي نحيـا بــه=أم أنَّ كــلَِّ رجالِـهـا "نـسـوانُ"أرتــابُ أن الآدمـيـةَ بعضُـنـا=وأكـادُ أجــزمُ أنـنـا قطـعـانُقـد دَجّنتـنـا بالسـيـاطِ حثـالـةٌ=منهـا أجـلُّ وأعـظـمُ الأوثــانُمِنْ كـلِّ موبـوءِ السريـرةِ يومُـه=هَـزُّ البطـونِ وليـلُـه سـكـرانُشَرَفُ العروبـةِ أن تُـداسَ رقابُنـا=وَيّضَـخُّ فـي شرياننـا الإذعــانُأبوابُها فـي وجهنـا قـد أوصِـدَتْ=وإلـى اليهـودِ تَفَتّـحـتْ سيـقـانُفإلى متى في الطينِ نغـرسُ رأسَنـا=وهنـاك تبكـي أهلَهـا الأوطــانُ؟وإلى متى هـذي العروبـةِ رَحْمُهـا=ذهبـاً يفـورُ وشعبُهـا جـوعـانُ؟!وإلى متى ؟!وإلى متى ؟! وإلى متى؟!=حتـى تَـعُـدَّ رمالَـهـا الشـطـآنُصَمْـتُ القبـورِ فـلا نهـشُّ ذبابـةً=ومـن القلـوبِ تمكّـنَ الشيـطـانُفاعشوشَبَتْ بيـن الصـدورِ حـزازةٌ=وَتَجَـذرَتْ فـي عمقِنـا الأضغـانُوَتَسَلّلَـتْ عَبْـرَ المسـامِ ذئابُـهـم=تعـوي ، فَيقعـي تحتهـا الأقـنـانُ"كوهينُ" في كـلِّ الشـوارعِ ماثـلٌ=وعلـى يديـهِ تكـاثـرَ "الكـهـان"وطني خَفَضْتُ لـكَ الجنـاحَ مذلـةً=وبكيـتُ حتـى ذابــتِ الأجـفـانُأنا ما ذَرَفْـتُ لـكَ الدمـوعَ تزلفـاً=لـكـنَّ ذنـبـي مـالـه غـفـرانُشُلَّـتْ يمينـي إن نسيتـكَ لحـظـةً=هيهـاتَ تَنْسـى ساقَهـا الأغصـانُحتـى يُـرَجَّ القهـرُ مـن أركانِـه=وَيَخِـرُّ مـن عليـائـه الطغـيـانُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق