الخميس، 5 نوفمبر 2015

الغراب........ قصة قصيرة بقلم / محمد أبو الفتوح -------

الغراب........ قصة قصيرة
بقلم / محمد أبو الفتوح
-------


لاحظ في دربه ان هناك غراب كبيريرافقه في كل درب يسير فيه وحدثته نفسه بأن الغراب يصيح ويزعجه وكلما صاح الغراب بصيحاته إلتفت عن طريقه وإما أن يصطدم بشجرة أو يتعثر في حجر فقال لنفسه إن هذا الغراب رفيق سوء ونذير شؤم
فتناول حجراً كبيراً ورمى به الغراب وهو يقف بأعلى شجرة قريبة فأصاب الغراب فأدمى جناحه وهوى الغراب إلي الأرض وهو ينشد:
يارفيق الدروب والأسفـار................ لما رميتني صاحبي بالأحـجار
ذنبي أننى دريت بالأخـبار...............وهممت لأهتف إليــــك بالإنــذار
فرميتنى بالشؤم والأحجار...............فأصبت قلبي وجناحي بانـكسار
فمالك في الغدرمن أعــذار...............فامضي لدرب محاط بالأســــرار
يلقاك ما يلقاك من الأقــدار..............غابت البصــيرة عنك بالإبــــــصار
وانفض عنــك ذرات الغبار..............وتمهل بالطريق وحدق بالأنظــــــار
واحذر ما قدخـفي بالأسـتار...............فلا ندم حينها ولا سماع للأعذار
أفاق الرجل على صيحات الألم التي يطلقها الغراب وأمعن النظر إليه وهو يسير الأرض وقد تدلى جناحه وأصبح عاجز عن الطيران فشعر بندم شديد وراح يرد على الغراب منشداً:
عذراً عذرا يا رفيـق الــدروب...........فما جري مني مقـــدر بالغــيوب
ضلت العقول وقساوة بالقلـوب...........والمتن يئــن مـن أثقـال الذنــوب
نسينا مــيزان العدل المنصوب...........ولا نفيق إلا بالمآسي والخطـوب
فيا صاحب الجنـاح المعـطوب............إن حالي مثل حالك في الكــروب
نرى في الـوري كل العــيوب............ننسي الشروق ونعيش بالغــروب
كنت تصيح لتنجيني الخـطوب............فجعـلتك نذير للمــوت والحروب
هكذا البشر يارفيقي المكـروب............مالنامن الاقدار صــاحبي بهروب
وتقدم الرجل نحو الغراب يحاول أن يساعده ويعالج جناحه المهيض فوجده قد مات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق