الجمعة، 26 أغسطس 2016

امرأةُ الوهْمِ..نصٌّ نثريٌّ شعريٌّ الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبد الرّزّاق عموري


امرأةُ الوهْمِ..نصٌّ نثريٌّ شعريٌّ
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبد الرّزّاق عموري
------------------------------
امرأةُ الوهْمِ ....
تحت أجفان الصّمتِ تكتنزُ دهونَ الإغواءِ كالزّعْفران المسحور
وتلقيهِ متى شاءتْ في طريقِ الفحولة المراهقةِ...حين يكتملَ البدرُ
تجمع في محيّاها المنجمين.. وقرنفلةً من حرارةِ الصّلواتِ.
وتغزلُ في بلاد الله حنجرةً .. 
تغازلُ البحرَ والبرَّ والطيرَ والمهْرَ و الثّقلين.
وتبني على جسد الخلائقِ بلاداً للقصائد .. وغديراً عذب المرارةِ.
أمامها جدران (العتابا ) سندسِ الحبِّ ..
لكيلا يطلَّ عليها سندبادَ النّعاس كالمشيب.
تخرج من كفّها المحنّى مدائن الرّعشةِ...
وشباكَ الطّرائد ...وأرخبيلَ الوجع.
هي امرأةٌ ....
وكما الدّجّالُ ترشُّ توابلَ الأكفان .. 
زعفرانَ الصّفرةِ على قلب القصيدة البشرية
كالموت بلا ذاكرةٍ .. تمرُّ علينا مرّةً واحدةً .
تُهدي مومسَ المشاعرِ حقولَ التيهِ..
فتطربُ ناقتها العرجاءُ العقل.. فتبعثرُ رملَ الأماني.
نلبسُ على ضفافها حذاءَ الهذيانِ الطويلِ اللسانِ.
( فالحبُّ لديها كتسربٍ نوويّ يلطّخُ رحْمَ البراءة).
يختزلُ في قلبي خرافةً عنوانها مقبرةً
هي امرأةٌ ...
أضناها السّهر بعدَ السّفرِ في مواخير الهجْرِ..
تبدو كمقياس (رختر ) نقيسُ به قيمة الاهتزازات الشعورية للفحولةِ...
نظامها الشّمسيّ كشعرها المجعدة يمتصُّ أمعاءَ الفراغِ.
و مكياجها جهازٌ عاطفيٌّ ..
يبعثرُ على المعادنِ الآدميةِ الصّدى ..وأشهرَ الألغازِ.
وعيناها ذاتَ السّوادِ مفْرخةُ للتشويشِ .. في ثناياه تبتكرُ طيرَ الاضطراب..
والهمِّ الفحميِّ المغلي في رضابِ القبلاتِ المسمومةِ .
وروحها كالكواعبِ تسْبحُ في سريرِ القلمِ الخريفيِّ الهيئة...
و في غوْطةِ الأضغاثِ اللاهبات القتلى.
وحدها تغطي حنايا العشّاق برعشات المنايا الأخيرة..
هي امرأةٌ ....
تسعى كالثّعبانِ الأسودِ في تجاعيد الأفئدةِ 
حبرُ بكارتها بالشّرقِ يصبغُ مسلّةَ فرعونَ بالشرفِ وأزهارَ بابل المعلّقةِ 
يجعلها من معجزات الكون السبعةِ..
تنْسخُ فلسفة الإثارة من أرملٍ في الأربعين.. تراخى أمامَ غمْزِ الهزيمةِ.
تناجي (غرابَ البينِ)المسجّى على شطآنِ الغرائزِ المزركشةِِ المخالبِ . 
تستخلصُ موجَ الغوى من دلّالِ الغلمانِ..
وتمزجها مَعَ تراتيل السّرير...قبل نشوة الظفر.
هي امرأةٌ...
كالخرافةِ تستلقي على أوراقٍ بيضاءَ الأسنانِ . 
لم تفقد بكارتها كأبخرةٍ في مواخير الشّاعر المهزوم .
فالحبُّ عنوانها المنّسي في أمعاءِ السّرابِ.. 
يبقى كالمحفزِّ الجنسيِّ يلاكمُ عينَ الأحاسيس المسجونة
حتّى تزولَ خلفَ المرارةِ قاماتِ الصّلصالِ المتكبّر.
هي امرأةٌ.....
تستردُّ مراعيها من تجاعيدي..منْ صنوبرِ الكآبة.
تهبط ُفي مرْمرِ الشّهوةِ حتّى تستعرَّ أفانينَ الفحولةِ.
تدوّرُ غاباتها في نشيدِ قلمي المغامرُ حتّى تذوي.
يتكاملُ ثديُّها عندَ وجْنةَ يدي كالصّباحِ ... وتموتُ في نخْبِ المساءِ.
هي امرأةٌ.....
كأيقونة تشقّ رموزَ الأنوثة في منْجلٍ الدّمْعِ ...
تلبسني ثوباً من ثلج الذّهولِ.. تخبئني في محارةٍ يسكنها العصاةُ..
تكتبُ على بصرِ العصورِ غابةً مسحورةَ الإغواء.
و من تحت لسانها تخرجُ كالهندي حيّةً مختلفةِ الألفاظِ و الهاماتِ..
ترتل ملّذاتها بأدواتٍ لكي ينمو الغزلَ .
هي امرأةٌ...
جنادبها الّتي تلهو بها عندَ الضجر ثغري ..
أشرعتها شفتايَ المكتنزين في جيّناتِ السّمْرةِِ و اللهيبِ... 
حينَ تستدعي فماً كي يصبحَ محدثاً بليغاً في مجْلسِ النّهْدِ.
وجوقتها مزاجُ القدرِ المنصوبِ الغضبِ ..إذا غابتْ حممُ النّشوةِ. 
ورضاها حين يزرع فمي الزّعفران والعنبر.. 
في حقل الحلمة الخشنة كالأصبع.
هي امرأةٌ ..
زوّارها خبزُ القلقِ.. وقلمٌ أبيضُ الوجهِ ..
تفكيره كالعبد في قصر الاشتهاءِ..قبلَ اختراع تصاميم الثّياب الواهية الخيوطِ .
تبْرقُ على لساني شتاءها..و سرْباً من حرارةِ الرّغبةِ.
وتغري يدايَ لكي تعْصرَ قرنْفلها ..لكي تعطي للبحر معنى
يدهسُ في تطريزٍ يدويّ قائمةَ الجميلاتِ اللّواتي مررّن على(عتابا) الرّاعي
هي امرأةٌ...
صدفتي كالنّارِ صدفةُ البشرِ.. تشْرحُ رائحةَ المكان والزّمانِ حولي.
تراقصُ الخطيئة.. والخطيئةُ كحبّةِ القرنفلِ في رائحتها لعبة الغفران 
نستغفرها بالليل ....ثمَ نمْسحُ الغبارَ عن محيّاها كلَّ صباحٍ
هكذا هي اللعبة الأبديّة في حضرةِ حواء. 
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبد الرّزّاق عموري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق