السبت، 27 أغسطس 2016

3 ـ فصل الخطاب صفحة من كتابي: نظرية النطق بقلم: يحيى محمد سمونة


3 ـ فصل الخطاب
صفحة من كتابي: نظرية النطق
بقلم: يحيى محمد سمونة
في حياتنا الثقافية المعاصرة أخطاء قاتلة، غدونا بسببها خلف سائر الأمم! بل بسببها غدت أمتنا غثاء كغثاء السيل!
فمن تلك الأخطاء أننا أصبحنا نتعامل مع ألفاظ و أسماء و مفاهيم و تعابير غامضة! مبهمة! ركيكة! يصعب فهمها و تحديد المراد منها! كما لا ندرك أبعاد المساوئ و الأخطار الناجمة عن التسليم بصحتها، و الالتزام بمدلولاتها التي تحيد بهذه الأمة عن جادة الصواب و تجعلها نتهارش فيما بينها بسبب أن كل واحد من أفرادها يرى أن فهمه لها هو الصحيح و ما عداه باطل!

و يزداد الأمر سوءا عندما يستمسك أدعياء الثقافة بتلك الألفاظ و التعابير و المفاهيم الغامضة و يسلمون بصحتها و مدلولاتها ! ثم يأخذون بجهل منهم موقف المنافح و المدافع عنها! ثم لا يلبث الواحد منهم أن يهاجمك في عقر دارك إن أنت لم تسلم بصحة تسليماته هو ! أو إن أنت لم تقف إلى جانبه فيما يظن أنه على صواب في فهمه و استيعابه لها !
أيها الأحباب:
حين يكون البحث و الحديث عن أسباب التراجع المقيت و التدهور الحاصل في البناء النفسي و الأخلاقي و القيمي، بل في تهدم كيان هذه الأمة ككل! فإن شريحة عظمى من الناس و من طبقة المثقفين تجدهم يرجعون أسباب ذلك إلى: 1 - حكومات طاغية 2 - تدهور العلاقات الأسرية و المجتمعية 3- هيمنة و سيطرة النزعة المادية الاستهلاكية و العلاقات النفعية المتبادلة بين أفراد المجتمع، و اختفاء العلاقات القائمة على التوادد و التراحم و الإحسان! 4 - طغيان النزعات الفردية التي ترفض لغة الحوار و تستمسك بأفكار ورؤى قد تكون منتنة و مرفوضة جملة وتفصيلا في ميزان الحق و الحقيقة !
قلت:
كل الأسباب التي ذكرتها لكم قد تكون عوامل مساعدة في أصل المشكلة و جذرها! ذلك أن السبب الرئيس في مشكلات هذه الأمة يكمن في ثقافتها التي اختلطت فيها المفاهيم و غدت المعرفة فيها تأخذ دور العلم!و كذلك الرؤى و الأفكار حلت محل العلم رغم أن كلنا يعلم أن العلم وحده هو الأرضية الصلبة الراسخة المتينة المتماسكة التي يقوم عليها البناء الحضاري الذي يكون منطلقا و ركيزة و نواة لأمبراطورية عظمى.
كلنا يعلم أن تعليم آدم الأسماء سبق هبوطه الأرض، فهل فيكم من يتخيل كيف يكون حال أبينا آدم عليه السلام لو اختلط عليه الفهم للأسماء التي تعلمها ؟!

و كتب: يحيى محمد سمونة. حلب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق