السبت، 4 نوفمبر 2017

محنة الفقر .... ... قلم : حسن نصراوي

محنة الفقر ....
...................................

قلم : حسن نصراوي 
.................................

الفقر هذه الاف المستعصية حلها والمزمنه امراضها في جسد الامم وتنهش في النسيج الاجتماعي ... الفقر اما نتيجة ازمة مفتعل الغاية منه الاذال والركوع والتحكم بمقدراة الشعوب او نتيجة نقص الموارد الطبيعية ....غياب العقلية الواعية في سدة الحكم والتفكير في الامتيازات الخاصة بها ولشلة الطبق السياسية المتنفذة والمحسوبية والمنسوبية وخلق رجال من كارتون ينسج في مخيلته البطل الخارق وفق رؤية المؤامرة الدائمة وعسكرة المجتمع وتحول الدول من بلد منتج الى بلد محارب يكتنز الاسلحة التي لثمنها سرق لقمة جائع ....والهدف المراد ان يعيش البلد الفاقه الدائم ويتكرم عليه سلطانه برغيف خبز ....هذه الحيثيات ادت بالنهاية الى تهجير عقول كان بامكانها وضع حد لا افة الفقر وفق برامج مدروسه وحل الجهل والامية بديل عنها ....كل امة ترهن قرارها السياسي والاقتصادي بادارة خارجية تكون تحت وصاية العولمة الجديدة وتسير حسب برنامجها .... ومن اهداف العولمة طفو الطفيليين والمنتفعين والانتهازيين وحكام الذل والخنوع وحتى ولو على حساب شعوبهم ... نجد في تلك النظم ... تفشي الفساد الاداري والمالي والسرقه والرشوة والانتفاع وقتل الصناعة الوطنية وتحجيم الرقع الزراعية وتراجع في مستوى التعليم والصحة والثقافة وذلك بخصخصتها اي هي ليس بمتناول اي فرد من المجتمع ...بل هي لطبقة معينه 
وللفساد أوجه كثيرة كالسرقة الممنهجة والشرعية احيانا ، وكذلك تفضيل الشركات الموالي أصحابها للحكومة حتى ولو كانت غير فاعلة وغير منتجه ويشوبها الغش والخداع واحينا شركات وهمية غير موجوده اصلا ... المهم دفع العمولة للاصحاب القرار السياسي وانتشار الوسطاء لعقود من اقارب المسؤليين او المسؤليين انفسهم بصور واسماء اخرى وتهريب العملة وامتصاص خيرات البلد والتي تعمل بطريقة غير قانونية احيانا ضامنه عدم المحاسبة لها وهذا يمنع المنافسة الشريفة ويعطي الأفضلية للطبقة الفاسدة بالتوسع والثراء والنفوذ، ويؤدي الى هروب المستثمرين خصوصا الأجانب واصحاب رؤس الاموال المستثمرة التي تنعش اقتصاد البلد ...
كذلك "الرشوة والاختلاس والابتزاز" ... من خلال غياب الرقابة والمحاسبة وحماية الفاسد ... ويعد الإهمال وجه اخر من اوجه الفساد .... الاهمال على مستوى التعليم وعدم رعاية الكفاءة وتشجيع المبادراة المجتمعيه ووضع الرجل المناسب في المكان المناسبة وتطوير وتحديث المنهج التربوي العلمي وفق معداة وتقنيات حديثه.... والقضاء على الفساد يلزمه نُظُم ديمقراطية سليمة وواعية ومدركة ولها الهم الشاغل في تنمية مجتمعها والارتقاء به من خلال وجود طبقة سياسية شغلها هندسة بناء مجتمع وغير محفزة للامتيازات الخاصة بها ... الديمقراطية ممارسة تبدء من صفوف الدراسية الاولى صعودا ... ويجب ان يكون لها تقبل والعمل بها بنكران ذات وتغيب المصلحة الشخصية وتفعيل الوسائل الرقابية الفاعلة إضافة للشفافية والمصارحة والمكاشفة المجتمعية مع وجود معارضة بنيوية مصلحتها بناء المجتمع وازدهاره .... ومن اسباب الفقر ايضا .....
غياب عدالة اجتماعية سواء في توزيع الدخول أو تحصيل الضرائب، فالضريبة التي يدفعها الأجراء كبيرة لا تتناسب مع حجم الضرائب التي يدفعها الأثرياء والمتنفذيين وايضا الامتيازات الخاصة للطبقة السياسية واصحاب المناصب العليا والمحسوبية وشلة المعارف والاقارب التي تنهك ميزانية الدولة من خلال الرواتب الكبيرة والمخصصات والايفادات الغير مبرره والازاميه ... وايضا تجويع وتفقير الطبقة الوسطى من معلمين ومهندسين واطباء واصحاب الكفاءة .....
ان تقلص أو اختفاء الطبقة المتوسطة التي تعد عامل أمان واستقرار اجتماعي، هذه الطبقة دخلت فعليا في طبقة الفقراء أو أصحاب حد الكفاف وبالنتيجة حتما سيكون انعكاس وعيها على المجتمع في حالة تراجعها بسبب الفقر والفاقة ...
وعدم وجود رؤيا وتخطيط وتمنية الصناعة الوطنية التي تمتص البطالة ....
تؤدي الى قلة الإنتاج وضعف الانتاجية وقلة المصانع وغلق المزيد منها وتسريح العملة ....
وهذا حتما ياخذنا الى قلة الصادرات كمصدر أساسي للعملة الصعبة، ما يعني فشل ذريع في تطوير الاقتصاد أو الارتقاء بالمنتوج المحلي ...
مما يشجع الاستيراد المنفلت وغياب منتوج محلي ويستهلك ميزانية الفرد والمجتمع وايضا رداءة المنتوج وحتى ولو كانت هناك صناعة وطنية ولو بشكل محدود وفرد وهذا الانفلات في الاستيراد مع عدم وجود مستلزمات الصناعة وغلائها وفقدانها تكون المنافسة غير شريفة مع المنتوج المستورد هذا مع غايب وعدم وجود منظومة فاعلة لحماية المستهلك.. وفعليا معدومة لأسباب خاصة بانتشار الفساد والمحسوبية وضعف رقابة أجهزة الدولة وهذا كله يصب في مصلحة فئة وهي : 
طبقة برجوازية (طفيلية) لا هم لها سوى الربح والنفوذ، لا الإنتاج، فالبرجوازي يهتم بمشاريع إنتاجية، أما الطُفيلي فهو ينظر لسرعة الربح لا الإنتاج .... ويلعب الوعي والتعليم دورا مهما في القضاء على افة الفقر والذي اهم اسبابه الجهل المجتمعي
للقضاء على الفقر يجب محاربة ادواته
هو أهم هذه الأسباب (الجهل) فالتعليم مشكلة ليست ثقافية فحسب بل لها انعكاس على الاقتصاد في قلة الكفاءات وزيادة البطالة، إضافة لاستسلام الشعب (الجاهل) للدولة ولرجال الدين..هذا أنتج أمة غير قادرة على الرؤية وتتلخص معاناتها في البحث عن لقمة العيش لا في البحث عن أسباب فقرهم ... اذا ما استخدم الانسان استخدام صحيح وفاعل مع وجود مجتمع واعي متفهم غير خانع ولا راكع ولا مذل الذي ينتج بالمحصلة طبقة سياسية واعية مدركه هناك راقبه صارمه لها من خلال الامة وغير مغفلة ولا مغيبة ....سوف تستثمر الانسان اولا استثمار ناحج مع تطويع طبيعتها الجغرافية وتحويلها الى حراك اقتصادي مع وجود قوانيين تصب في خدمة الفرد ... سيتحجم الفقر ويتلاشى تدريجيا ..
Image may contain: one or more people and people sitting

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق