الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

فنجان قهوة .............بقلم نادية صبح

فنجان قهوة .............بقلم نادية صبح
جلس في مكانه المفضل الذي طالما شهد لقاءاتهما يشرب قهوته ويبثُها شكواه مما حدث بينه وبين أغلي الناس إلى قلبه ، وينفث مع دخان سيجارته صرخات مكتومة ضجت بها نفسه ، فما اقسى ان نتألم على أيدي من نحب ........
قال وقالت .....إحتد عليها واحتدت عليه .......إتهمها بعدم الإهتمام به واتهمته بأنه ماعاد يحبها ..... 
سأل نفسه مراراً ، لماذا تغيَّرَت ؟
اين ذاك الشوق الذي كان يزيد عينيها ألقاً ؟
كنت محور اهتمامها .....كانت تحدثني لساعات وساعات لا أمَلَّها ولا تملَّني .....
كان لقاءنا هو الأولوية الأولى لديها .......
كنت اراها دوماً كالفراشة التي تبهر الناظرين برشاقتها وجمالها وحضورها .....
لماذا انطفأ هذا الألق وبَهَت هذا الحضور ؟
لماذا اصبحت اشعر بانحسار وجودي في قلبها وحياتها برغم أننا تحت سقف واحد ودار واحدة ؟
 لماذا ولماذا ولماذا ....اسئلة كثيرة وجهها للمقعد المواجه له والذي اعتادت الجلوس عليه ليتسامرا معاً في نفس المكان الذي طالما إرتاداه من قبل ، لكنه لم يحظَ بأجوبة على اسئلته....
ويشعر بانامل رقيقة يعرف ملمسها جيداً تغطي عينيه وصوت ارق من الأنغام في اذنيه يردد :
هل مازلت غاضباٌ مني ؟
وتفاجئه بوجودها ليتعجب قائلاً : كيف عرفتِ أنني هنا ؟
 قالت : لأنني انا ولأنك أنت ، فقد علمت انك حتى في غضبك مني ستلجأ للمكان الذي شهد على حبنا وشاركنا لحظاتنا الجميلة ......
قال : أما زلتِ تذكرين هذه اللحظات الجميلة ، ام نسيتِها كما نسيتي حبك لي ؟
قالت : أنساها في حالة واحدة ، عندما انسى كياني وذاكرتي ووجودي .......
كيف انساها وهي وقود ايامي وما مضى من عمري ......
لكن حاضرنا لا يقل عنها روعة وجمالاً.......
ضحك ساخراً واردف قائلاً :
حاضرنا فيه اصوات تعلو ..... وكلمات تؤلم..... وابواب تُوصد.......وعتاب ...واتهام ....ودموع وهجر .....
قالت : ولو !!!!!!!
لست نادمة على شيء معك ، حتى خلافاتنا معاً .........
برغم الإنكسارات والأحزان احياناً ....فانني مازلت احبُك ....
برغم الصوت الذي قد يحتد احياناً.....،.فانني مازلت احبُك .......
برغم الأبواب التي قد توصد احياناً......فانني مازلت احبُك.......
 فالأحزان انت بلسمها ، والصوت الذي يحتد هو نفس الصوت الذي يهمس لك بكلمات الشوق واللهفة ، والأبواب التي توصد احياناً ما اهميتها وبيديك مفاتيح قلبي ......
وما الغضب إلا دخان لا يلبث ان يزول ليحل محله شذي اشواقنا وإشراقة حبنا ........
قال : لكنني ماعدت أجد منكِ ماتذكرين وأرانا نبتعد لتحل بيننا المسافات ، ماعدت أوْلى اولوياتك كما عهدتُك .......
قالت : لقد شاركتك فيَّ قطعة منك حبيبي ........
ألا يسعدك اهتمامي بصغيرنا ؟
 إنه تتويج لحبنا في جسد حى ، وأنا أعيش الأمومة لأول مرة والأمر ليس هيناً ، وكم احتاج لمؤازرتك وعونك لا ان تجلدني بسياط الإتهام بالتقصير ......
 لقد كنت ومازلت محور حياتي وعمود خيمتي ، لكن تحت الخيمة الآن (آخر) في حاجة لكلينا في حاجة لحبنا وعطائنا وليس إلي خلافاتنا وضيق كل منا بالآخر ....
حبيبي ....قد تختلف صور تعبيرنا عن الحب لكنه قائم وحيٌ بالقلوب .....
الا ترى حرصي على بيت دافئ وحياة مستقرة دليل حبي لك ؟
الا ترى ان بذلي لجهد يفوق طاقتي احيانا لتحظى وطفلنا بما يلزمكما ، دليلا على الحب ؟
 لو عشنا اسرى لنفس نمط حياة الخطيبين لما استقامت الحياة بيننا ، لأن قوام حياتنا هو أن يقوم كل منا بما يستطيعه من عطاءٍ وبذلٌٍ وإيثارٍ لنحيا جنتنا على الأرض ....،،،
إن مابيننا حبيبي يستحق وعياً وقلباً متسامحاً .....
لو نظر كل منا بعين الرضا للآخر لما شكا منه تقصيراً ولا تفريطاً........
عندما يُحزِنك مني امر ،التمس لي ألف عذر ، فقد تتجاوز عندئذٍ ما يغضبُك مني .....
ما احتملت الحياة للحظات في غيابك محزوناً ،فصرت ابحث عنك كأم غاب عنها وليدها ....
حياتي لك وبك ......
احتضن كفيها بكفيه قائلاً : فراقنا ولو لساعات يشعرني بالضياع والوحدة والفقد لتضيق  دنياي بما رحبت ، لأنكِ الدنيا وبهجتها وأنتِ إشراق شمسي ودفئها ، وأنت منتهى املي ، لا اطيق منك نأياً او جفاءًا..........
قالت باسمة : لتعلم ان كل يوم نحياه معاٌ هو زاد لي في حبك ولو اختلف شكل الحب ،  لكنك كنت ومازلت مليك قلبي وفارس احلامي .........
الحب الذي نبت بقلوبنا منذ التقينا ، هو غرس طيب جديرٌ بالرعاية وجديرٍ بالعطاء ....
نهض ممسكاً يدها قائلاً : هيا لنعد إلى دارنا فقد افتقدت ضحكات صغيرنا ومرح أمه !!!!!!!!!
ضحكت وهمَّت بالنهوض لكنها انتبهت لوجود فنجان قهوةٍ آخر مغطى ، فسألته :
لمن كان هذا الفنجان ؟
 ضحك قائلاً إنه فنجانك وبه قهوتك بدون سكر ، طلبته لكِ من قبل مجيئك ، لأنني كنت اعرف أنك قادمة حيث انا يا .....أنا
Image may contain: coffee cup

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق