وصية من الذهب
كتب الخليفة عمر بن عبد العزيز
إلى الحسن البصري
يقول له :
إجمع لي بإيجاز بين أمري الدنيا و الآخرة .
فكتب الحسن البصري مجيبا :
و أنا مصطفى الأخرس أعقّب :
( إنما الدنيا حلم ، >>> و نحن غارقون فيها .
و الآخرة يقظة ، >>> و نحن تائهون عنها .
و الموت متوسط ، >>> و نحن لا نذكره .
و نحن في أضغاث أحلام ، >>> و لذيذة علينا .
من حاسب نفسه ربح ، >>> و هو علينا صعب .
و من غفل عنها خسر ، >>> و كلنا غافلون .
و من نظر في العواقب نجا ، >>> و عنها ساهون .
و من أطاع هواه ضل ، >>> و نحن له طائعون .
و من حلم غنم ، >>> و نحن جهلة متسرعون .
و من خاف سلم ، >>> و نخاف العباد لا ربهم .
و من اعتبر أبصر ، >>> و ما أقل المعتبرين .
و من أبصر فهم ، >>> و بصرنا لا يغادر أهواءنا .
و من فهم علم ، >>> و فهمنا أسير الباطل .
و من علم عمل . >>> و علم الحق عنا بعيد .
فإذا زللت فارجع ، >>> نرجع و لا نعترف بالذلل .
و إذا ندمت فأقلع ، >>> و شعور الندم لا نعرفه .
و إذا جهلت فاسأل ، >>> لا نسأل لأننا لا نعترف بالجهل .
و إذا غضبت فأمسك .) >>> و لماذا نمسك ، و غضبنا مرآة لجهلنا.
أهؤلاء من يشكلون أمة ؟…
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق