تابع قصة حرف )( 27) .(وَمَعكِ مَا للـ آآآآآآآآهِ مِن آخِر )...
بقلم / عابر سبيل د. مهندس / إياد الصاوي
سَافرتْ حروفي !! .. تغتربُ الحروف حين يحتويها سطرٌ
غير نظركِ ...
يتساقطُ في جوف لهفتي ... حرفٌ شجي .... احتارت
حروفي عندما قررتُ
الكتابةَ إليكِ
مثلما تاهت ملامحكِ بقلبي
بسراجِ الحرمان .... أُضيءُ قافيةَ حروفي ....
مـدّي يديـكِ لِمُـدنَـفٍ مُـشـــــتاقِ
مازال يرسـمُ لَـــوحةَ الأشــــواقِ
لا تتركيه على الشواطئ حائرًا
والمـوجُ يسحـــبهُ إلى الأعمــــاقِ
عُودي إليــهِ فإنَّ حُـبّـــكِ لَهفــةٌ
مَغروســةٌ فِــي قَـــــلبهِ الخَـفّـاقِ
لازال الحب في أوراقي يكتبكِ حرفا شجيا .. ويهزّ إليك
بوحُ السطرِ بجذع الشوق ..
لــ يقتل المسافات فيك وجدا .. ويطوي لك الليّل طيا
فرحا بك وبــ أمنية لقاء ..
سيّدة الروح .. أنفاسي تحاكي أنسامك ..
تشكوها الحرمان ... ترتشف اللغة آخر سنبلة حنين .!!!
......
التقيتُ حرفي يرتادُ ممالكَ البوحِ ... فقلتُ : مالك ؟؟ !!
فقال:
ﺍﻗﺮﺃ ﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣَﻦ ﻻ ﺃﺳﻤّﻴﻪ
ﻭﻣَﻦ ﺑﺮﻭﺣﻲ ﻣﻦَ ﺍﻷﺳﻮﺍﺀِ ﺃﻓﺪﻳﻪِ
ﻭﻣَﻦْ ﺃُﻋﺮﺽُ ﻋَﻨﻪُ ﺣﻴﻦَ ﺃﺫﻛُﺮُﻩُ
ﻓﺈﻥ ﺫﻛَﺮْﺕُ ﺳﻮﺍﻩُ ﻛﻨﺖُ ﺃﻋﻨﻴﻪِ
ﺃﺷﺮِ ﺑﺬﻛْﺮﻱَ ﻓﻲ ﺿِﻤﻦ ﺍﻟﺤَﺪﻳﺚِ ﻟﻪ
ﺇﻥ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓَ ﻓﻲ ﻣَﻌﻨﺎﻱَ ﺗﻜﻔﻴِﻪِ
ﻫﻞ ﻛﻨﺖُ ﻣﻦ ﻗﻮﻡ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻲ ﻣﺤﺒّﺘﻪ
ﺣﺘﻰ ﺃﻃﺎﻝَ ﻋﺬﺍﺑﻲ ﻣﻨﻪُ ﺑﺎﻟﺘﻴﻪِ
أخبئُكِ في سطوري ويفضحني بكِ حرفي ... كل ليلة أسافر
إليكِ .. أسامركِ ...
أهمس لكِ وبكِ ..
أختزل فيكِ أحلامي عمرا لأيام قادمة .. !!
فقلت : انعتها سرا ... فقال : هي بدر التمام .. فسبحت تسبيح
الرعد في الغمام ! ... رشيقةُ القد
... أسيلةُ الخد ... فقلت : اسكتْ ، لئلا يصيبُ هواها عند
وصفها أحد ...
مساء مكبّل بالحنين .. !!!
يترنم بعزف أحرف اسمك في صلاةِ شفاه ... لي قلب ٌ
خلط الدفء بعينيّك لــ أظل
كما ترين
معتقلٌ بين خافقيّكِ ..
هل يُخيفُكِ .. أنكِ قد توغّلتِ .. رغما عنكِ فيّ وفي عِشقي
إلي مدى التوهان ؟!
حين يكون في حرفي فاصلةُ قلب
تخفق بين ضلعي الصدر
يعتريني شوق جارف
يحملني لك بين كل نبضة ٍ.. ونبضه رغما عني ..
لازال بيني وبينكِ سياج حنين
لا النجوم تستثمر فيك سهري ... ولا الليل ينفق فيك
شوقي .. !!!
رسمتك...... أنثى وقلت أغامر ... وخططت قمرا كموج مسافر ... ولونت وجها كنور
الصباح ... وجسما كسحر يشد النواظر …. وعينا كعين المها قد رسمت ….
وظللت رمشا بريشة شاعر .. وأبدعت أنفا وثغرا وخدا ... وخططت حتى جمال الأظافر .... وحين تملك حبكِ قلبي ..... رفضت بعنف جميع الخواطر
... تذكرت أني نسيت أخط ... وأرسم قلبا يضم المشاعر !!!
قلت : حيرتنى أيها الحرف .. ألا يغمض لكَ طرف ؟؟!!
فقال :
حوراء لو أبصرتَ يوما وجهها ... لحسبت أن البدر بين
الناسِ
فكأنها خلقت و حول عيونها ... خلق الجمال مسيّجا بالآسِ
وقالت يا إيادى لا تمعن في التمادي .. هل أخبرك سر ؟
وكلَّما زاد بي شوقي شدَدتُ يدي
على ضلوعي لأخفي نزفَ شرياني
بي منكِ طوفانُ حبٍّ كيف أسترُهُ
وكيف تَسترُ كَفٌّ موجَ طوفانِ؟
فقلت : يالله العجب !!! ... كيف عرفتها ؟؟!!
فقال :
ميَّزْتُها مِنْ بين ألفِ جميلةٍ
البدر بدرٌ والنجومُ سواءُ
وعرفتُها مِنْ بين مَنْ حملوا اسمها
في القلب لا تتشابه الأسماءُ !
فقال الحرف :
ما بك ؟؟!! قلت :
أشعر بي أتحول لخفقة تطرق باب قلبها ..
عصفور نور يتمنى لو يحط على كتفها ..
ليهمس في أذنها .. أشتاقك ..!!
وتتوحد مواسم الاشتياق في داخلي رغم اختلاف
الفصول .. !!!
قلبي اليتيم حيلته الكتابة ...
غربة مشاعر أضرمت بوريدي ..
ملأتني الحيرة في جيوب الصمت ..
عَينِي لِغَيرِ جَمَالِكِمْ لا تَنظٌرٌ
وَسِوَاكٌمٌوا فِىِِ خَاطِرِي لايَخْطٌرٌ
صَبْرتٌ قَلبِىِ عَنكٌمٌوا فَأَجَابَنِى
لا صَبرَ لي لا صَبرَ لي لا أصبر
لا صبرَ لي حَتَى يَرَاكٌم ناظري
وَعَلى مَحبَتِكٌم أَمٌوتٌ وَأحشَرٌ
يا قلبُ ..
هذا زمانك ، أن تظل حبيس من تهوى ...
وبينكما علامة ..
لأزلت غير قادر على رتق قلبي من نظرة عينيّكِ ..
ومازلت أقتله فيك نسيانا ويأبى
وحين تغيبين .. ؟؟؟
يبسط الليلُ رداءه على قلبي ..
لأذوبَ في عمق ظلامه الحالك ..
تتوه النظرات في الفراغ تنتظر طيفا تأخر موعده بزمان ..
أشتاق لعمق عينيّكِ ..
وأختبئ مني في عباءةِ ليلٍ لأخفى ما بي من شجن
أواري بكِ دمعةً سقطت عمداً لاشتياقكِ ... !!
معلق أنا فيك من أوتار قلبي
أعزفك قيثارة عشق لا تخفق ..!
وبينيّ وبين عينيّك لحن لم يكتمل بعد ... !!
أسقطُ مغشيا عليّ ...
بين فَكِ ابتسامتكِ السحرية و ألم الغياب ..
كوني معي لأصل إليكِ ..
وحروفكِ وعدٌ تتناولهُ أورقي حتى حين ..!!
نعم أعلنت فيك الاستسلام من زمنٍٍ ..
والآن أعلن فيك الخضوع ..
حبيبتي ....
وَمَعكِ مَا للـ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآهِ مِن آخِر !
....................................

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق