الأحد، 5 نوفمبر 2017

حكاية أسد ـ بقلمى / حمدى داوود


حكاية أسد
ولدت شبلاً
حراً طليقاً في البيداء
وكنت أعيش وحيداً
أهفو لصحبة أو لرفقاء
فأخترت من الأنس بشراً
ليؤنس وحدتي في السراء
وأستسلمت له طوعاً
لعلي أجد في صحبته بعض الوفاء
ووضعت بيدي طوقاُ
حول عنقي ليجذبني متي يشاء
وكنت سعيداً فرحاً
برفقة أفضل الأصدقاء
وغرتني الأماني دوما
وظننت أن كل البشر أسوياء
وأضعت عمري هدراً
وأصبحت في أرضي كالسجناء
ولم يكن لى صاحب يوما
بل صار مع الزمن من الغرباء
وكان كل مبتغاه أبدا
أن يكون في مأمن من الدخلاء
وأن يصاحب في الدنيا أسدا
يزأر ويغير علي الأعداء
ويسير بين الناس طرباً
كأنه ملك يمشي بخيلاء
ولم أجد في صحبته سكنا
بل كنت أكثر الأشبال شقاء
واقول يا نفس صبرا
سيصبح يوما من الاصفياء
ويخيب ظني عمدا
ويتعالي علي بكل غباء
وأري في يده سوطا
له صوت الرعد في الهواء
ويزيد في قسوته ظنا
انني اخشي أفعال الجبناء
لا يا من كنت يوما صاحبا
أنا لا أخشي غير رب السماء
وأن كنت معك حليما
فهذا من شيمة الكرماء
توقف ... فلم تكن يوما سخيا
بل اكثر شحا من البخلاء
سأحطم طوقي تحطيما
وأعود حرا طليقا في الصحراء
ولتكن انت وحيدا
تنعم بجهلك مع السفهاء
كن كما انت عقابا
لك علي طبع الكبرياء
ولدت شبلا
وساظل حرا طيقا في الصحراء
بقلمى / حمدى داوود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق