(تراتيل جدتي) بقلم عبدالله مياس
جدتي التي كانت ولا زالت تُعبق طريف الزمان بأناقتها المنمقه التي اطفت على تواتر الاجيال من صيغ الحضارة وتقدم الاماره...جدتي"غزاله"التي جمعتنا وصغارها حولها نتنعم بابداعاتها اليدويه البسيطه بخبزها... وصناعة الجميد المجفف على اسقفة "السناسل"... ومخيض اللبن بالسقا او ما نسميها "الشكوه" المكوره وهي تهزها بيديها الخشنه حتى تنزع زبدها من لبنها مع ترانيم الخض ، نعزف الحان الطفولة الصاخبه ...كنت واخوتي نشتم رائحة الخبز من اميال لنهيم على خبزها الساخن نهم منها وبزيتها الحار نغامس باصابعنا وهي تراقبنا وتكرر لنا من خبزها وزيتها والحلاوة الممزوجة بالسمن البلدي...وكريات اللبن المدوره على راحتيها...جدتي اسطوره من اساطير الزمان والمكان ومع تراتيل هذه المرأه ومع انحناء متنها لكني اراها في نظري انموذجاً من صراع الوجود فقد كانت ولا زالت قصتةً تحكى للاجيال ، هذه شهادةٌ مجروحه لعظمة جدتي ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق