حِلمُ الصِبَا
لَطَالَمَا عَشَقتُهَا وَسِيرَتُهَا فِي الفُؤَادِ تَشغَلُنِي
وَصُورَتُهَا لَا تَغِيبُ وَمُعَلَّقَةُُ عَلَي بَابِ قَلبِي
تَأبَي قُربَ غَيرَهَا وَقَد تَرَبَعَت عَلَي عَرشِي
وَلَو لَم تَكُن بِالقُربِ وَ اِن غَابَت سِنِينَ عَنِي
وَ كُنتُ فِي حَنِينٍ الَيهَا وَ طُولَ الشَوقِ يَحرِقُنِي
تَوَعَدتُ عِندَ لِقَائُهَا اَنهَرُهَا لِطُولِ عِقُودٍ هَجَرَتنِي
وَ اَلِقِي فِي وَجِهِهَا بِصُورَةٍ لَهَا فِي حَافِظَتِي
قَد اَهدَتنِي كَي تَرَاهَا العَينُ كَمَا يَرَاهَا قَلبِي
عِندَما هَلَّ نَسِيمُهَا تَبَسَمتُ وَظَهَرَ كُلُ سِنِّي
وَ لَكَنِّي قُلتُ فِي نَفسِي هَل لَا زَالَت تَذكُرنِي
مَرَّ العُمرُ وَلَم نَلتَقِي وَقَد سَافَرَت لِبِلَادِ العَجَمِي
مُنذُ صِبَاهَا وَ لَا زِلتُ اَذكُرُ يَومَ وَدَعَتنِي
أقتَرَبَت مِنِّي تَنظُرُ اِلَيَّ وَهِيَ تَمُرُ بِجِوَارِي
كَأَنَّهَا تَقُولُ رَأَيتَهُ قَبلَ ذَلِكَ وَتُرِيدُ اَن تَتَذَكَرُنِي
حَتَّي اِذَا رَأَتنِي اُحَدِّقُ اِلَيِهَا وَاَتَمَنَّي اَن تُكَلِمُنِي
أِقتَرَبَت وَسَئَلَتُنِي هَل رَأَيتُكَ قَبلَ وَهَل تَعرِفُنِي
قُلتُ كُنتُ اَنتَظِرُ غَائِبُُ عَنِ الدِيَارِ وَحَبِيبِ عُمرِي
لَكِنَّهُ سَافَرَ عَن حَيَاتِي وَ غَادَر وَيَا لَيتَهُ فَارَقَ قَلبِي
بقلمي هاني عبدالرحمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق