الصداقة.. والحب العذري !!
بقلم / سماح سعد
الحب العذري هو العلاقة التي تجمع بين شخصين بعيداَ عن كل إرتباط فيزيائي، والصداقة بالتعريف تشبه بشكل كبير هذا الحب ولكن هل تنطبق نظرة المرأة للموضوع مع وجهة نظر الرجل ؟ الحب العذري والصداقة قد يعبرا عن نفس الحالة وغالباَ ما يتشابهان في نظرة المرأة للأمور ففي كلتا الحالتين هي تكن حباَ وتقديراَ كبيران لهذا الرجل أما بعض الرجال فهم يؤمنون على الغالب بالصداقة بين الجنسين وأيضا بالحب العذري الذي يؤجج ويجدد لحظاته في حياته
الحب عاطفة إنسانية تجذب شخصا لآخر من خلال صفات جمالية أو فكرية أو روحية لهذا الشخص وهو إما حب جسدي وحسي أو روحي، وهو كذلك إما إنكار للذات من أجل من نحب أو تحقيق الذات فيمن نحب حيث يقول أحد الفلاسفة (أن الحب العذري هو إمتزاج الروح بالروح كالماء إذا إمتزج بالماء إستحال تخليص بعض من بعض)
وهناك اراء مختلفة عن مفهوم الحب العذرى وانه يكاد يكون غير موجود في قاموس الرجال، فأية علاقة حب بالنسبة للرجل يجب أن تتوج عاجلاَ أم آجلاَ بـ (......) وإن قبل بفكرة الحب عن بعد في الفترة الأولى من التعارف فإنه لن يرضى أن يقضي بقية عمره مع كلمات العشق ونظرات العيون، وأن على الفتاة أن لا تتفاجأ عندما يقرر هذا الشاب العاشق أن لحبهما العذري نهايتين إما الزواج لكي ينمو هذا الحب ويكبر أو الفراق
ولكن الحب الأفلاطوني أو الحب العذري أو المحبة في مفهومه المعاصر هو حالة عاطفة أو حب غير مرتبطة بشهوة أو ممارسة جنسية وفى راى علم النفس الموضوع يكاد يكون مختلف بالنسبة للمرأة التي تستطيع أن تعيش قصة حبها الأفلاطوني لسنين طويلة بدون أن تشعر بحاجة ماسة للإرتباط الفيزيائي من جهة وهذا الشعور بالحب بالنسبة لها ينمو مع الكلمات الرقيقة وسمو المشاعر والأحاسيس المتبادلة من جهة ثانية، فالصداقة بين الرجل والمرأة والحب العذري بينهما قد يعبران عن نفس الحالة (إن صح التعبير) لأن الحب هو المرحلة التي تلي مباشرة مرحلة الشعور بالإرتياح للآخر أو مرحلة الصداقة لذلك نرى بأن الحب العذري يختبأ في قلب أحدهما على الأقل وهو يعتبر انتصار الروح على الجسد
وفى النهاية هذا الحب ليس له ماهية واحدة بل هو مفهوم مجرد يشير إلى أطياف من المشاعر والأحاسيس والإنفعالات المترابطة عضويا في النفس الإنسانية، هذه أشياء قليلة مما يمكن أن يكتب عن الحب العذري الذي خصص له الدارسون كتباً كثيرة وأستفاضوا في الحديث عنه فمنهم من رفعه الى مقام رفيع في مشهد الحياة الأدبية الشعرية ومنهم من دخل الى خصائصه دخول الدارس ليبين جوانبه الإيجابية والسلبية وليخلص الى نتيجة مقنعة للقارئ

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق