بسم الله الرحمن الرحيم
القصص الهادف
ندم الرشيد !
بقلم / أحمد عبد اللطيف النجار
أديب ومفكر مصرى
آه من ندم الرشيد !! .... إنه الندم وقت لا ينفع الندم ، إنه الندم بعد فوات الأوان !!
الكثيرون منا يركبهم العناد والكبرياء فلا يعترفون بأخطائهم أبداً !
أقصد بندم الرشيد المشهور هو محاولته إصلاح خطأه وإساءته لوزيره ومربيه يحيي البرمكي ، فلقد أقسم هارون الرشيد ليحيي البرمكي في أول خلافته ألا ينال منه أذي مهما فعل ، ثم سجنه فيما بعد ونكّب بالبرامكة كلهم ، وشعر فيما بعد بالندم علي حنثه بيمينه لصاحبه وأراد أن يكّفر عم ذلك ، فقرر أن يحج ماشياً إلي مكة المكرمة ، ونفذ قراره بالفعل وتكّبد في رحلة الحج مشقة كبيرة ، وتكّبدت الدولة التي رافقته في رحلته الشاقة بجيوشها ووزرائها وقادتها وخدمها وحشمها نفقات باهظة !!
ورغم كل ذلك لم يفكر في أن يكّفر عن حنثه بيمينه بإطلاق سراح وزيره من السجن وتركه حتى مات فيه وعمره يناهز السبعين خريفاً !!
نفس ذلك المنطق العنيد والمتكبر يطبقه ( بعض) الأزواج مع زوجاتهم !
هاجر امرأة حزينة ، حائرة لا تدري ماذا تفعل مع زوجها الغادر
شاهين ، الذي تزوج عليها رغم الحب الجارف بينهم !
ولنبدأ القصة من أولها ، تقول هاجر :
عندما كنت طالبة في بكالوريوس التجارة ، وأثناء وقوفي ذات أصيل علي محطة الأتوبيس انتظر عودتي لبيتي ، إذا بشاب يتقدم منى بثبات غريب ويحييني تحية المساء ... نظرت إليه مستطلعة لعله يكون أحد أقاربي أو من زملائي بالكلية ، لكني لدهشتي لم أعرفه ، فلم أرد التحية ، فإذا به بجرأة عجيبة يقدم لي نفسه بأنه طالب في ليسانس الحقوق ، وسوف يتخرج بعد شهور قليلة ومعجب بي منذ زمن ، وقال كلام كثير آخر جميل !
ساعتها وجدت نفسي أقفز من الأتوبيس وابتعد عنه وأنا أتعجب وأحاول استرجاع صورته ، فأجد ملابسه شبه رثة وهو لا يبالي بذلك ويتكلم بثقة غريبة !
بعد قليل نسيت أمره في زحام الحياة ، وبعد يومان وجدته أمامي في نفس المحطة ، فأشحت بوجهي عنه ، فإذا به يتقدم إليّ في ثبات كأنه أحد أقاربي ويواصل حديثه معي وكأنه يعرفني منذ زمن طويل ، ويقول لي أنه يريد أن يتقدم لخطبتي بعد التخرج ، لكنه يريد أن يعرف رأيي أولاً ، فألجمت الدهشة لساني ... ماذا يقول ؟! أي خطبة وأي رأي ! .. لم أجبه وتحركت بعيداً إلي أن جاء الأتوبيس وركبته وهو يودعني ببساطة كأننا أصدقاء !!
في هذه المرة لم استطع أن امنع نفسي من التفكير فيه !
كان أكثر ما يحيرني فيه هو تلك الثقة الزائدة التي يتحدث بها وكأنه ملك أو سلطان ، رغم تواضع ملابسه التي لاحظت أنه لم يغيرها كما لاحظت أنه يرتدي نفس البنطلون الرصاصي المتهالك الذي رأيته به في المرة الأولي .... تكرر اللقاء بيننا بنفس الطريقة عدة مرات وفي كل مرة يقدم لي بعض المعلومات عنه بلا طلب أو رد
مني ، وعرفت منه أنه ابن لموظف علي المعاش، كثير الأبناء ، وأنه يعمل في الصيف عامل محارة كي يدخر بعض الجنيهات التي ينفق منها علي تعليمه طوال السنة ، وأنه لا ينتظر أي مساعدة من أبيه المثقل بالأعباء ، وفي المرة العاشرة طلب مني بإلحاح وأدب أن نتمشى علي كوبري الجامعة ليحدثني عن آماله وأحلامه ، فلم أستطع المقاومة وتمشيت معه لفترة قصيرة عرفت خلالها أنه يعرف عني كل شيء ، وأنه راقبني طويلاً وتتبعني عن بُعد وعرف عنواني ، وأن أبي موظف بمصلحة الضرائب ولي إخوة وأخوات .
ساعتها شعرت أنني ارتبطت به حقاً وأن أكثر ما شدني إليه هو هذه الثقة التي يتطلع بها للمستقبل ، وأنه لا يشعر بأي نقص رغم تواضع حالته المادية ، بل ويري نفسه جديراً بأفضل الأشياء !
عدت للبيت وفاتحت أمي في الأمر ، فلم تر فيه عريساً واعداً بمستقبل مضمون ، فهو شاب لا إمكانيات له ومشواره طويل ، لكنني تمسكت به ، فوافقت أمي مرغمة وتم الاتفاق علي أن يتقدم لخطبتي بعد الامتحان .
جاء الموعد وحضر شاهين مع أبيه لقراءة الفاتحة وتقديم دبلة الخطوبة ، في هذه الجلسة اكتشفنا أن والده ليس موظفاً علي المعاش كما قال لي ، وإنما سائق متقاعد لضعف بصره وغير متعلم !
حين لفت نظره إلي أنه كذب عليّ ، قال ببساطة إننا كنا في فترة التعارف الأولي وأنه كان يتجمل معي حتى يظهر بصورة مقبولة ليفوز بي وأنه لا ضرر في ذلك !!
مرت الأيام وشاهين يواصل عمله في المحارة وينتظر أداء مدة خدمته العسكرية ، في تلك الفترة اقتصرت مقابلاتنا علي يوم الجمعة ، ثم التحق بالجيش وطالت مدة خدمته العسكرية ثلاث
سنوات بسبب ظروف حرب أكتوبر المجيدة ، وخرج بعدها ليبحث عن عمل ، وبعد فترة قصيرة جاءه التعيين بالإدارة القانونية بوزارة التربية والتعليم ، وعُينت مثله بوزارة الزراعة .
بدأنا نستعد للزواج فلم نستطع الحصول علي شقة وأصر شاهين علي الإسراع بالزواج قائلاً إنه يمكننا الزواج في شقة أسرته أو في بيت أسرتي ، وقبلت واخترت أن نتزوج في شقة أسرته وتزوجنا بأثاث غرفة النوم فقط ، وضعناه في غرفة الصالون في شقة الأسرة المكدسة بالأبناء !!
عشنا أياماً سعيدة رغم الزحام والمتاعب ، ثم ضقت بحياتي مع أسرته ، فانتقلنا إلي بيت أسرتي لعدة شهور ، وبعدها بحثنا عن شقة مستقلة ، وطال بنا البحث ، إلي أن عاد زوجي ذات يوم بفكرة غريبة ، هي الإقامة في غرفة من غرف شقة بمكاتب وسط المدينة ، كان يؤجرها أحد المحامين وطلب مبلغاً معقولاً فيها !
استغربت الفكرة ، لكن ضيقي بالإقامة بين أسرتي بعد الزواج دفعني للموافقة ، فأسرع شاهين ببيع أثاث غرفة النوم ودفع المبلغ المطلوب ، ثم اشترى ( كنبة سرير) ووضعها في الغرفة ، ثم دعاني لرؤية بيت الزوجية الجديد ، فوجدته غرفة واسعة بها مكاتب وبعض المقاعد الجلدية العتيقة وتلك الكنبة التي اشتراها شاهين ، تنطوي في النهار وتُفرد بالليل !
رغم كل شيء فقد سعدت بها ولم يقلل من فرحتي أن بجوارها مباشرة غرفتين أحداهما لمحام والأخرى لمهندس ، وأن الشقة بابها مفتوح باستمرار لاستقبال زبائن المكتب !!
بدأت حياتي في تلك الشقة العجيبة ، وكان أجمل شيء فيها أن فترة الصباح كانت خالصة لنا لأن العمل في المكتب لا يبدأ قبل الظهر .
في هذه الشقة المشتركة عشت عامين وأنجبت أول أبنائي يحيي
وكان زوجي شاهين قد انضم لنقابة المحامين ، فراح يساعد جاره المحامي في بعض أعماله ويكسب بعض الدخل الذي ندخره لاستئجار شقة في المستقبل بإذن الله .
فجأة أوقف المهندس نشاطه وأغلق مكتبه ، فعرض عليه شاهين أن يشترى غرفته واشتراها بالفعل وأصبح لنا غرفتان من الشقة ذات الثلاث غرف ، لكن بقيت مشكلة هي أن الغرفتين غير متجاورتين ، وحاولنا استبدال غرفة المهندس بغرفة المحامي دون جدوى ، فقد رفض المحامي استبدال غرفته .
ذات يوم فاجأني شاهين بقرار جريء آخر من قراراته الفورية هو الاستقالة من عمله الحكومي والعمل بالإدارة القانونية لإحدى الشركات الاستثمارية الكبرى ، ولم ينتظر موافقتي ونفذ بالفعل قراره وأصبح له راتب كبير ، ثم كرر محاولته لإقناع جارنا المحامي بالتنازل عن غرفته نهائياً مقابل إلحاقه بوظيفة في نفس الشركة الاستثمارية التي يعمل فيها ونجح مسعاه ، وأخيراً أصبح لي شقة مستقلة ذات ثلاث غرف بعد الزواج بتسع سنوات كاملة ...أخيراً بدأت حياتنا تعرف طعم الرخاء !
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، فقد تعثرت الشركة الاستثمارية التي يعمل بها شاهين واستغنت عن معظم موظفيها ومعهم زوجي ، فلم يهتز وإنما فكر علي الفور وحوّل غرفة من شقتنا إلي مكتب محاماة ، ولم يمض وقت طويل حتي أصبح مستشاراً قانونياً لشركة أخرى مع استمراره في العمل كمحام حر .
ثم اشترى سيارة وراح يتنقل بها بين الأقاليم لمتابعة قضايا الشركة وقضاياه الخاصة ، ثم اشترى شقة واسعة في مصر الجديدة وجهزناها لتكون مسكننا الجديد ، وأصبح لشاهين مساعدون في مكتبه منهم جارنا المحامي القديم ، وكبر أولادنا فألحقناهم بمدرسة لغات راقية ، وطلب مني زوجي أن أتفرغ لهم ، فتقدمت باستقالتي من عملي حسب رغبته ، وكافأني هو بأن اشترى لي سيارة صغيرة لأزور بها أهلي وشقيقاتي .
توسع شاهين في أعماله وأصبح عنده طابور طويل من الموظفين وسكرتيرة ، واهتم بمظهره اهتماماً مبالغ فيه ، فأصبح يرتدي البذل الفاخرة التي لا يقل ثمن الوحدة منها عن خمسة آلاف جنيه!
حتى أنني ذكّرته ذات يوم بالبنطلون الرصاصي الشهير المتهالك أيام كفاحه الأولي !!
من ناحيتي أردت أن أشكر الله علي نعمته ، فتحجبت بغير دعوة من زوجي وأكثرت من الصلاة والتصدق علي الفقراء والمساكين ، ودعوت زوجي للصلاة فوعدني بالمواظبة عليها لكنه أخلف وعده .
مرت الأيام وتركزت حياتي في رعاية أبنائي الذين أصبحوا ثلاثة ، ورعاية زوجي فارسي القديم وزيارة أهلي طلباً لرضا الله ، وطلبت من شاهين أن نحّج معاً فاعتذر لي بكثرة مشاغله ورتّب لي رحلة الحج مع أبي ودفع نفقاتنا وأديت فريضة الحج ، وهناك عند الكعبة المشّرفة دعوت له كثيراً وعدت من الأراضي المقدسة سعيدة شاكرة تغمرني السكينة والرحمة .
ذات يوم قابلت إحدى صديقات النادي الذي اذهب إليه كل أسبوع ولاحظت انها تنظر لي بغموض ثم تسألني بعد تردد : الم تسمعي شيئاً عن زوجك ؟!.... انقبض قلبي بلا سبب وسألتها عما تعني ، فإذا بها تخبرني أن شاهين تزوج وأنا في الحج ، وأن الجميع يعرفون ذلك ... وممن تزوج ؟ ... من أرملة في الخمسين من عمرها وتكبره بأربعة أعوام ، لكنها ثرية ومن أسرة عريقة ولها أبناء تخرجوا في الجامعة !!
ساعتها لم أصدق ما سمعت ، وواجهت شاهين بما سمعت ولم ينكر
ولم يخفض رأسه كما يفعل الخونة حين يُضبطون بخيانتهم ، لم يذرف دمعاً وإنما نظر لي بهدوء وثقة تفلق الحجر ، ثم قال بجراءة ووقاحة لا نظير لهما : إنه زواج مصلحة ، وأنها سيدة يقوم لها بأعمال كثيرة ويكسب من ورائها الكثير ، وأنهم يشتركان معاً في مشروع كبير يدر عليه عائد ضخم ، وأنها جعلت زواجهم شرطاً لاستمرار المشروع والتعاون كي تأمن علي مالها ، وأنه اضطر للتضحية بي من أجل مستقيل أولادنا ولكي يكون (( لي )) ثروة كبيرة وأنني حبه الأول والأخير !!
بعد أن قال كل ما عنده ، كان ردى الوحيد عليه هو طلب الطلاق !!
أنا الآن مندهشة مما فعل .! أين هو الحب الذي يتحدثون عنه ؟!
أين الإخلاص والوفاء وتقدير كفاح الزوجة مع زوجها ؟!
ألم أقبله وهو يرتدي بنطلونه الرصاصي المتهالك !
ألم أقبل بالزواج منه في بيت أسرته المزدحم بعشرة أفراد !!
ألم أقبل العيش معه بغرفة مكتب في شقة بابها مفتوح علي مصراعيه ويدخله العشرات يومياً !!
كيف إذن باعني بهذه السهولة ؟!!
هل هذه هي الجائزة الكبرى التي يقدمها لي بعد أن صبرنا صبر أيوب علي المتاعب معاً وحققنا أحلامنا معاً ؟!!
لماذا الغدر والخيانة بكل تلك الثقة والوقاحة ؟!!!
مضت عليّ شهور طويلة والحال كما هو ، فلا هو يريد أن يطلقني ولا يريد أيضاً طلاقها ، بل ويريدني أن أقبل بالأمر الواقع ، ويقسم لي أنه نادم علي ما فعل ، ويعرف إنني لا استحق ذلك ومستعد أن يُكّفر عن جريمته في حقي بأي شيء أراه وبأي تضحية أطلبها ، لكنه يرجوني ألا أطالبه بطلاق شريكته في العمل لأن له معها مصالح كثيرة ،، وأنا الآن حائرة ماذا أفعل مع هذا الزوج الغادر؟
** ماذا أقول لك سيدتي ؟!... ندم زوجك هو الندم الكاذب بلا شك .. هو نسخة مكررة من ندم هارون الرشيد عندما سجن وزيره يحيي البرمكى رغم وعوده له بألا يناله منه أي أذى مهما فعل !
هاجر لم تفعل مع زوجها إلا كل طيب وجميل ، فهل يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!
تلك هي النفوس الضعيفة والضمائر الخربة ، هاجر منذ اللحظة الأولي أدركت أن ذلك الزوج الغادر رجل بألف وجه وألف قناع ، وكما يقولون قلبه ميت ، لهذا فهو جريء في الباطل ، جبان في الحق ويتلون حسب المواقف والظروف كالحرباء تماماً !!
إنه يبدي الندم الكاذب كالفجر الكاذب ، وندمه ليس سوى أحبولة من أحابيله لكي يقنع زوجته المسكينة بقبول الأمر الواقع والتعايش معه ليستمر هو بهدوء وثقة في تنفيذ مخططاته للإثراء بنفس الجرأة التي اتسمت بها شخصيته من البداية !
وذلك هو أبشع ما في ذلك الزوج الغادر ، فكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون ، أما أسلوب التلاعب بالكلمات والمعاني فهو الخداع بعينه وتزيد من بشاعته دوافعه للإقدام علي هذا الغدر !!
هو يريد أن يتزوج كما يقول زواج مصلحة بغرض ادخار ثروة هائلة لزوجته الأولي وأولاده من مال زوجته الثانية !
يا له من منطق عجيب !... أي منطق سفيه هذا ؟!!
إنه منطق اللصوص وقطّاع الطرق ، فما فعله ليس ضعفاً أو نزوة عابرة وإنما جريمة مادية مع سبق الإصرار والترصد في حق كل القيم الإنسانية السامية ، ورفض زوجته هاجر الاعتراف بهذا الواقع ومعايشته دليل رائع علي نقاء سريرتها التي لا تقبل تأمين مستقبلها ومستقبل أولادها بالمال الحرام !
هي حقاً زوجة محترمة لم تفسدها صعوبات البداية ولا رخاء
الحياة فيما بعد !
نصيحتي لتلك الزوجة الشريفة ألا تستسلم لهذا الزوج الغادر الجريء في الباطل ، ولا تعطيه صك الغفران الذي يطلبه لعل وعسي أن يعود إلي رشده ، ولعل زوجته الثانية تدرك أن زوجها المتلون شاهين هو عقابها في الدنيا جزاء تطفلها علي حياة الآخرين وأمانهم النفسي واستقرارهم !!
أما الزوج الغادر شاهين فهو طالب دنيا ولن يستريح ولن يشبع مهما جنى من مال ، ولن يهدأ ولن يرتوي أبداً ، فهو قد اختار في النهاية قدره ومصيره وشبيهته في حب الدنيا ، فكلاهما طامع في الآخر وإن اختلفت الدوافع ، وما يبنيه الجشع في سنوات تذروه الريح في لحظات !!
ولسوف يحصد قريباً ثمار الحنظل التي زرعها في أرضه ، وعلي الباغي تدور الدوائر !
ندم الرشيد !
بقلم / أحمد عبد اللطيف النجار
أديب ومفكر مصرى
آه من ندم الرشيد !! .... إنه الندم وقت لا ينفع الندم ، إنه الندم بعد فوات الأوان !!
الكثيرون منا يركبهم العناد والكبرياء فلا يعترفون بأخطائهم أبداً !
أقصد بندم الرشيد المشهور هو محاولته إصلاح خطأه وإساءته لوزيره ومربيه يحيي البرمكي ، فلقد أقسم هارون الرشيد ليحيي البرمكي في أول خلافته ألا ينال منه أذي مهما فعل ، ثم سجنه فيما بعد ونكّب بالبرامكة كلهم ، وشعر فيما بعد بالندم علي حنثه بيمينه لصاحبه وأراد أن يكّفر عم ذلك ، فقرر أن يحج ماشياً إلي مكة المكرمة ، ونفذ قراره بالفعل وتكّبد في رحلة الحج مشقة كبيرة ، وتكّبدت الدولة التي رافقته في رحلته الشاقة بجيوشها ووزرائها وقادتها وخدمها وحشمها نفقات باهظة !!
ورغم كل ذلك لم يفكر في أن يكّفر عن حنثه بيمينه بإطلاق سراح وزيره من السجن وتركه حتى مات فيه وعمره يناهز السبعين خريفاً !!
نفس ذلك المنطق العنيد والمتكبر يطبقه ( بعض) الأزواج مع زوجاتهم !
هاجر امرأة حزينة ، حائرة لا تدري ماذا تفعل مع زوجها الغادر
شاهين ، الذي تزوج عليها رغم الحب الجارف بينهم !
ولنبدأ القصة من أولها ، تقول هاجر :
عندما كنت طالبة في بكالوريوس التجارة ، وأثناء وقوفي ذات أصيل علي محطة الأتوبيس انتظر عودتي لبيتي ، إذا بشاب يتقدم منى بثبات غريب ويحييني تحية المساء ... نظرت إليه مستطلعة لعله يكون أحد أقاربي أو من زملائي بالكلية ، لكني لدهشتي لم أعرفه ، فلم أرد التحية ، فإذا به بجرأة عجيبة يقدم لي نفسه بأنه طالب في ليسانس الحقوق ، وسوف يتخرج بعد شهور قليلة ومعجب بي منذ زمن ، وقال كلام كثير آخر جميل !
ساعتها وجدت نفسي أقفز من الأتوبيس وابتعد عنه وأنا أتعجب وأحاول استرجاع صورته ، فأجد ملابسه شبه رثة وهو لا يبالي بذلك ويتكلم بثقة غريبة !
بعد قليل نسيت أمره في زحام الحياة ، وبعد يومان وجدته أمامي في نفس المحطة ، فأشحت بوجهي عنه ، فإذا به يتقدم إليّ في ثبات كأنه أحد أقاربي ويواصل حديثه معي وكأنه يعرفني منذ زمن طويل ، ويقول لي أنه يريد أن يتقدم لخطبتي بعد التخرج ، لكنه يريد أن يعرف رأيي أولاً ، فألجمت الدهشة لساني ... ماذا يقول ؟! أي خطبة وأي رأي ! .. لم أجبه وتحركت بعيداً إلي أن جاء الأتوبيس وركبته وهو يودعني ببساطة كأننا أصدقاء !!
في هذه المرة لم استطع أن امنع نفسي من التفكير فيه !
كان أكثر ما يحيرني فيه هو تلك الثقة الزائدة التي يتحدث بها وكأنه ملك أو سلطان ، رغم تواضع ملابسه التي لاحظت أنه لم يغيرها كما لاحظت أنه يرتدي نفس البنطلون الرصاصي المتهالك الذي رأيته به في المرة الأولي .... تكرر اللقاء بيننا بنفس الطريقة عدة مرات وفي كل مرة يقدم لي بعض المعلومات عنه بلا طلب أو رد
مني ، وعرفت منه أنه ابن لموظف علي المعاش، كثير الأبناء ، وأنه يعمل في الصيف عامل محارة كي يدخر بعض الجنيهات التي ينفق منها علي تعليمه طوال السنة ، وأنه لا ينتظر أي مساعدة من أبيه المثقل بالأعباء ، وفي المرة العاشرة طلب مني بإلحاح وأدب أن نتمشى علي كوبري الجامعة ليحدثني عن آماله وأحلامه ، فلم أستطع المقاومة وتمشيت معه لفترة قصيرة عرفت خلالها أنه يعرف عني كل شيء ، وأنه راقبني طويلاً وتتبعني عن بُعد وعرف عنواني ، وأن أبي موظف بمصلحة الضرائب ولي إخوة وأخوات .
ساعتها شعرت أنني ارتبطت به حقاً وأن أكثر ما شدني إليه هو هذه الثقة التي يتطلع بها للمستقبل ، وأنه لا يشعر بأي نقص رغم تواضع حالته المادية ، بل ويري نفسه جديراً بأفضل الأشياء !
عدت للبيت وفاتحت أمي في الأمر ، فلم تر فيه عريساً واعداً بمستقبل مضمون ، فهو شاب لا إمكانيات له ومشواره طويل ، لكنني تمسكت به ، فوافقت أمي مرغمة وتم الاتفاق علي أن يتقدم لخطبتي بعد الامتحان .
جاء الموعد وحضر شاهين مع أبيه لقراءة الفاتحة وتقديم دبلة الخطوبة ، في هذه الجلسة اكتشفنا أن والده ليس موظفاً علي المعاش كما قال لي ، وإنما سائق متقاعد لضعف بصره وغير متعلم !
حين لفت نظره إلي أنه كذب عليّ ، قال ببساطة إننا كنا في فترة التعارف الأولي وأنه كان يتجمل معي حتى يظهر بصورة مقبولة ليفوز بي وأنه لا ضرر في ذلك !!
مرت الأيام وشاهين يواصل عمله في المحارة وينتظر أداء مدة خدمته العسكرية ، في تلك الفترة اقتصرت مقابلاتنا علي يوم الجمعة ، ثم التحق بالجيش وطالت مدة خدمته العسكرية ثلاث
سنوات بسبب ظروف حرب أكتوبر المجيدة ، وخرج بعدها ليبحث عن عمل ، وبعد فترة قصيرة جاءه التعيين بالإدارة القانونية بوزارة التربية والتعليم ، وعُينت مثله بوزارة الزراعة .
بدأنا نستعد للزواج فلم نستطع الحصول علي شقة وأصر شاهين علي الإسراع بالزواج قائلاً إنه يمكننا الزواج في شقة أسرته أو في بيت أسرتي ، وقبلت واخترت أن نتزوج في شقة أسرته وتزوجنا بأثاث غرفة النوم فقط ، وضعناه في غرفة الصالون في شقة الأسرة المكدسة بالأبناء !!
عشنا أياماً سعيدة رغم الزحام والمتاعب ، ثم ضقت بحياتي مع أسرته ، فانتقلنا إلي بيت أسرتي لعدة شهور ، وبعدها بحثنا عن شقة مستقلة ، وطال بنا البحث ، إلي أن عاد زوجي ذات يوم بفكرة غريبة ، هي الإقامة في غرفة من غرف شقة بمكاتب وسط المدينة ، كان يؤجرها أحد المحامين وطلب مبلغاً معقولاً فيها !
استغربت الفكرة ، لكن ضيقي بالإقامة بين أسرتي بعد الزواج دفعني للموافقة ، فأسرع شاهين ببيع أثاث غرفة النوم ودفع المبلغ المطلوب ، ثم اشترى ( كنبة سرير) ووضعها في الغرفة ، ثم دعاني لرؤية بيت الزوجية الجديد ، فوجدته غرفة واسعة بها مكاتب وبعض المقاعد الجلدية العتيقة وتلك الكنبة التي اشتراها شاهين ، تنطوي في النهار وتُفرد بالليل !
رغم كل شيء فقد سعدت بها ولم يقلل من فرحتي أن بجوارها مباشرة غرفتين أحداهما لمحام والأخرى لمهندس ، وأن الشقة بابها مفتوح باستمرار لاستقبال زبائن المكتب !!
بدأت حياتي في تلك الشقة العجيبة ، وكان أجمل شيء فيها أن فترة الصباح كانت خالصة لنا لأن العمل في المكتب لا يبدأ قبل الظهر .
في هذه الشقة المشتركة عشت عامين وأنجبت أول أبنائي يحيي
وكان زوجي شاهين قد انضم لنقابة المحامين ، فراح يساعد جاره المحامي في بعض أعماله ويكسب بعض الدخل الذي ندخره لاستئجار شقة في المستقبل بإذن الله .
فجأة أوقف المهندس نشاطه وأغلق مكتبه ، فعرض عليه شاهين أن يشترى غرفته واشتراها بالفعل وأصبح لنا غرفتان من الشقة ذات الثلاث غرف ، لكن بقيت مشكلة هي أن الغرفتين غير متجاورتين ، وحاولنا استبدال غرفة المهندس بغرفة المحامي دون جدوى ، فقد رفض المحامي استبدال غرفته .
ذات يوم فاجأني شاهين بقرار جريء آخر من قراراته الفورية هو الاستقالة من عمله الحكومي والعمل بالإدارة القانونية لإحدى الشركات الاستثمارية الكبرى ، ولم ينتظر موافقتي ونفذ بالفعل قراره وأصبح له راتب كبير ، ثم كرر محاولته لإقناع جارنا المحامي بالتنازل عن غرفته نهائياً مقابل إلحاقه بوظيفة في نفس الشركة الاستثمارية التي يعمل فيها ونجح مسعاه ، وأخيراً أصبح لي شقة مستقلة ذات ثلاث غرف بعد الزواج بتسع سنوات كاملة ...أخيراً بدأت حياتنا تعرف طعم الرخاء !
لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، فقد تعثرت الشركة الاستثمارية التي يعمل بها شاهين واستغنت عن معظم موظفيها ومعهم زوجي ، فلم يهتز وإنما فكر علي الفور وحوّل غرفة من شقتنا إلي مكتب محاماة ، ولم يمض وقت طويل حتي أصبح مستشاراً قانونياً لشركة أخرى مع استمراره في العمل كمحام حر .
ثم اشترى سيارة وراح يتنقل بها بين الأقاليم لمتابعة قضايا الشركة وقضاياه الخاصة ، ثم اشترى شقة واسعة في مصر الجديدة وجهزناها لتكون مسكننا الجديد ، وأصبح لشاهين مساعدون في مكتبه منهم جارنا المحامي القديم ، وكبر أولادنا فألحقناهم بمدرسة لغات راقية ، وطلب مني زوجي أن أتفرغ لهم ، فتقدمت باستقالتي من عملي حسب رغبته ، وكافأني هو بأن اشترى لي سيارة صغيرة لأزور بها أهلي وشقيقاتي .
توسع شاهين في أعماله وأصبح عنده طابور طويل من الموظفين وسكرتيرة ، واهتم بمظهره اهتماماً مبالغ فيه ، فأصبح يرتدي البذل الفاخرة التي لا يقل ثمن الوحدة منها عن خمسة آلاف جنيه!
حتى أنني ذكّرته ذات يوم بالبنطلون الرصاصي الشهير المتهالك أيام كفاحه الأولي !!
من ناحيتي أردت أن أشكر الله علي نعمته ، فتحجبت بغير دعوة من زوجي وأكثرت من الصلاة والتصدق علي الفقراء والمساكين ، ودعوت زوجي للصلاة فوعدني بالمواظبة عليها لكنه أخلف وعده .
مرت الأيام وتركزت حياتي في رعاية أبنائي الذين أصبحوا ثلاثة ، ورعاية زوجي فارسي القديم وزيارة أهلي طلباً لرضا الله ، وطلبت من شاهين أن نحّج معاً فاعتذر لي بكثرة مشاغله ورتّب لي رحلة الحج مع أبي ودفع نفقاتنا وأديت فريضة الحج ، وهناك عند الكعبة المشّرفة دعوت له كثيراً وعدت من الأراضي المقدسة سعيدة شاكرة تغمرني السكينة والرحمة .
ذات يوم قابلت إحدى صديقات النادي الذي اذهب إليه كل أسبوع ولاحظت انها تنظر لي بغموض ثم تسألني بعد تردد : الم تسمعي شيئاً عن زوجك ؟!.... انقبض قلبي بلا سبب وسألتها عما تعني ، فإذا بها تخبرني أن شاهين تزوج وأنا في الحج ، وأن الجميع يعرفون ذلك ... وممن تزوج ؟ ... من أرملة في الخمسين من عمرها وتكبره بأربعة أعوام ، لكنها ثرية ومن أسرة عريقة ولها أبناء تخرجوا في الجامعة !!
ساعتها لم أصدق ما سمعت ، وواجهت شاهين بما سمعت ولم ينكر
ولم يخفض رأسه كما يفعل الخونة حين يُضبطون بخيانتهم ، لم يذرف دمعاً وإنما نظر لي بهدوء وثقة تفلق الحجر ، ثم قال بجراءة ووقاحة لا نظير لهما : إنه زواج مصلحة ، وأنها سيدة يقوم لها بأعمال كثيرة ويكسب من ورائها الكثير ، وأنهم يشتركان معاً في مشروع كبير يدر عليه عائد ضخم ، وأنها جعلت زواجهم شرطاً لاستمرار المشروع والتعاون كي تأمن علي مالها ، وأنه اضطر للتضحية بي من أجل مستقيل أولادنا ولكي يكون (( لي )) ثروة كبيرة وأنني حبه الأول والأخير !!
بعد أن قال كل ما عنده ، كان ردى الوحيد عليه هو طلب الطلاق !!
أنا الآن مندهشة مما فعل .! أين هو الحب الذي يتحدثون عنه ؟!
أين الإخلاص والوفاء وتقدير كفاح الزوجة مع زوجها ؟!
ألم أقبله وهو يرتدي بنطلونه الرصاصي المتهالك !
ألم أقبل بالزواج منه في بيت أسرته المزدحم بعشرة أفراد !!
ألم أقبل العيش معه بغرفة مكتب في شقة بابها مفتوح علي مصراعيه ويدخله العشرات يومياً !!
كيف إذن باعني بهذه السهولة ؟!!
هل هذه هي الجائزة الكبرى التي يقدمها لي بعد أن صبرنا صبر أيوب علي المتاعب معاً وحققنا أحلامنا معاً ؟!!
لماذا الغدر والخيانة بكل تلك الثقة والوقاحة ؟!!!
مضت عليّ شهور طويلة والحال كما هو ، فلا هو يريد أن يطلقني ولا يريد أيضاً طلاقها ، بل ويريدني أن أقبل بالأمر الواقع ، ويقسم لي أنه نادم علي ما فعل ، ويعرف إنني لا استحق ذلك ومستعد أن يُكّفر عن جريمته في حقي بأي شيء أراه وبأي تضحية أطلبها ، لكنه يرجوني ألا أطالبه بطلاق شريكته في العمل لأن له معها مصالح كثيرة ،، وأنا الآن حائرة ماذا أفعل مع هذا الزوج الغادر؟
** ماذا أقول لك سيدتي ؟!... ندم زوجك هو الندم الكاذب بلا شك .. هو نسخة مكررة من ندم هارون الرشيد عندما سجن وزيره يحيي البرمكى رغم وعوده له بألا يناله منه أي أذى مهما فعل !
هاجر لم تفعل مع زوجها إلا كل طيب وجميل ، فهل يكون جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!
تلك هي النفوس الضعيفة والضمائر الخربة ، هاجر منذ اللحظة الأولي أدركت أن ذلك الزوج الغادر رجل بألف وجه وألف قناع ، وكما يقولون قلبه ميت ، لهذا فهو جريء في الباطل ، جبان في الحق ويتلون حسب المواقف والظروف كالحرباء تماماً !!
إنه يبدي الندم الكاذب كالفجر الكاذب ، وندمه ليس سوى أحبولة من أحابيله لكي يقنع زوجته المسكينة بقبول الأمر الواقع والتعايش معه ليستمر هو بهدوء وثقة في تنفيذ مخططاته للإثراء بنفس الجرأة التي اتسمت بها شخصيته من البداية !
وذلك هو أبشع ما في ذلك الزوج الغادر ، فكل بني آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون ، أما أسلوب التلاعب بالكلمات والمعاني فهو الخداع بعينه وتزيد من بشاعته دوافعه للإقدام علي هذا الغدر !!
هو يريد أن يتزوج كما يقول زواج مصلحة بغرض ادخار ثروة هائلة لزوجته الأولي وأولاده من مال زوجته الثانية !
يا له من منطق عجيب !... أي منطق سفيه هذا ؟!!
إنه منطق اللصوص وقطّاع الطرق ، فما فعله ليس ضعفاً أو نزوة عابرة وإنما جريمة مادية مع سبق الإصرار والترصد في حق كل القيم الإنسانية السامية ، ورفض زوجته هاجر الاعتراف بهذا الواقع ومعايشته دليل رائع علي نقاء سريرتها التي لا تقبل تأمين مستقبلها ومستقبل أولادها بالمال الحرام !
هي حقاً زوجة محترمة لم تفسدها صعوبات البداية ولا رخاء
الحياة فيما بعد !
نصيحتي لتلك الزوجة الشريفة ألا تستسلم لهذا الزوج الغادر الجريء في الباطل ، ولا تعطيه صك الغفران الذي يطلبه لعل وعسي أن يعود إلي رشده ، ولعل زوجته الثانية تدرك أن زوجها المتلون شاهين هو عقابها في الدنيا جزاء تطفلها علي حياة الآخرين وأمانهم النفسي واستقرارهم !!
أما الزوج الغادر شاهين فهو طالب دنيا ولن يستريح ولن يشبع مهما جنى من مال ، ولن يهدأ ولن يرتوي أبداً ، فهو قد اختار في النهاية قدره ومصيره وشبيهته في حب الدنيا ، فكلاهما طامع في الآخر وإن اختلفت الدوافع ، وما يبنيه الجشع في سنوات تذروه الريح في لحظات !!
ولسوف يحصد قريباً ثمار الحنظل التي زرعها في أرضه ، وعلي الباغي تدور الدوائر !
أحمد عبد اللطيف النجار
أديب ومفكر مصري
أديب ومفكر مصري
# إقرار علي مسئوليتي الشخصية والأدبية والمهنية .......
جميع الأسماء والأماكن الواردة بقصصي من بنات أفكاري ( يعني من وحي خيالي ) وإن
كانت الأحداث والوقائع حدثت بالفعل وحقيقية 100% ــ هدفي هو نشر نوع جديد و
مبتكر من الأدب الإسلامي والإنساني الواقعي يسمو بالروح إلي آفاق رحبة من الرقي والحب
والتسامح ونشر الوعي الإسلامي بين كل الفئات بأسلوب سهل بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض
شباب هذا العصر لا يقرءون ولا يهتمون مطلقاً بالقراءة لانشغالهم بالانترنت والفيس بوك ذلك العالم السحري الذي لا حدود ولا أوطان له ‘ فصار العالم كله قرية صغيرة ،، فكان و لابد من التفكير في إبداع أدب إنساني جديد يناسب تفكير شباب وفتيات القرن الحادي والعشرين ، وقد أخذت على عاتقي التفكير بجدية في ابتكار ذلك الأدب الهادف في سطور قليلة سريعة القراءة وفي نفس الوقت سريعة التأثير في النفس ، وقد وفقني المولي عز وجل في تأليف أكثر من 1500 قصة قصيرة أو ممكن تسميتها نصوص أدبية من الأدب الواقعي الذي يعالج نقائص النفس البشرية ويداوي جراحها !! وما زال التأليف مستمراً !!
جميع الأسماء والأماكن الواردة بقصصي من بنات أفكاري ( يعني من وحي خيالي ) وإن
كانت الأحداث والوقائع حدثت بالفعل وحقيقية 100% ــ هدفي هو نشر نوع جديد و
مبتكر من الأدب الإسلامي والإنساني الواقعي يسمو بالروح إلي آفاق رحبة من الرقي والحب
والتسامح ونشر الوعي الإسلامي بين كل الفئات بأسلوب سهل بسيط لا تعقيد فيه ولا غموض
شباب هذا العصر لا يقرءون ولا يهتمون مطلقاً بالقراءة لانشغالهم بالانترنت والفيس بوك ذلك العالم السحري الذي لا حدود ولا أوطان له ‘ فصار العالم كله قرية صغيرة ،، فكان و لابد من التفكير في إبداع أدب إنساني جديد يناسب تفكير شباب وفتيات القرن الحادي والعشرين ، وقد أخذت على عاتقي التفكير بجدية في ابتكار ذلك الأدب الهادف في سطور قليلة سريعة القراءة وفي نفس الوقت سريعة التأثير في النفس ، وقد وفقني المولي عز وجل في تأليف أكثر من 1500 قصة قصيرة أو ممكن تسميتها نصوص أدبية من الأدب الواقعي الذي يعالج نقائص النفس البشرية ويداوي جراحها !! وما زال التأليف مستمراً !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق